عہد انبثاق: عرب قوم کی تاریخ (حصہ اول)
عصر الانبثاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الأول)
اصناف
أما التوحيد: فقد عرفه العرب في الجاهلية لا خاصتهم فحسب مثل: خالد بن حسان العبسي الحكيم المتأله (40 ق.ه)،
39
وأكثم بن صيفي الواعظ الراشد (9ه) ... بل عامتهم، وليس هذا بالقول العجيب؛ فإن الحقيقة التي جاء بها إبراهيم وابنه إسماعيل - عليهما السلام - والنبي تقول بتوحيد الله، وتصفه بالكمال والجلال والقدرة، وغير ذلك من صفات التنزيه؛ كانت معروفة بل وشائعة بين العرب، وإن الأصنام والأوثان والآلهة المتعددة وما اخترعته عقول العرب ما كانت إلا لتقربهم إلى الله زلفى، و
ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم (سورة الزخرف: آية9)، و
ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله (سورة يونس: آية 18)، و
هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين (سورة يونس: آية 22).
ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون * الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيء عليم * ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون (سورة العنكبوت: آية 61-63)، فهذه الآيات تدل على إيمانهم بالله القوي الجبار الخالق الضار النافع الخالق الأعظم الرزاق، وأن هذه الأصنام والتماثيل وسائط وشفعاء لديه.
وأما الصلاة فما هي إلا أدعية وحركات تعبدية مع التوجه إلى الكعبة، وقد كانت للعرب قبل الإسلام صلوات ذات طقوس وحركات وأدعية كما تدل عليه الآية:
وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (سورة الأنفال: آية 35)، قالوا: والمكاء هو التصفير والتصدية هي التصفيق، وكلمة «الصلاة» في هذه الآية تعني أن العرب كانت لهم في جاهليتهم صلاة ذات طقوس دينية معينة، وليس هذا صحيحا ما يقرره الفقهاء من أن كلمة «الصلاة» كانت تعني في الجاهلية الدعاء وحسب وأنها خصصت في الإسلام فقط لهذا النوع من العبادة، ثم إن ذكر المكاء والتصدية يفهم منه أنه كانت لهم حركات وأنغام في صلواتهم، وليس هذا غريبا فقد أمر الله إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - أن يطهرا بيته للطائفين والعاكفين والركع السجود (سورة البقرة: آية 125، وسورة الحج: آية 26)، فلعل بعض هذه الطقوس الصلاتية قد بقيت عند عرب الجاهلية؛ بل تكاد تؤكد ذلك؛ لما روي من أن زيد بن عمرو بن نفيل أحد العباد الموحدين الحنفاء في الجاهلية كان «يسجد» أمام الكعبة.
وأما الصوم: فهو الإمساك عن الطعام والشراب والحديث، وقد روينا سابقا أن العرب في الجاهلية كانوا يصومون في العاشر من المحرم، ونصيف هنا ما رواه الإمام الخازن في تقريره أن عائشة روت في حديث لها أن قريشا كانت تصوم في الجاهلية يوم عاشوراء؛ أي اليوم العاشر من المحرم، وأنه كان يوم ستر الكعبة، وأن النبي
نامعلوم صفحہ