فصار هذا الرجل صلا للناس في التناسل وكان مدة بقائه في الدنيا ثلاثين سنة. فلما خرجت من صلبه نطفة وغاضت في الأرض فبقيت في رحم الأرض أربعين سنة. ثم نبت منها نبتان شبه ريباستين. ثم إستحالا من جنس النبات إلى جنس الإنسان احدهما ذكر والآخر أنثى، فخرجا على قامة واحدة وصورة واحدة وأسمهما مشه ومشيانه ثم تزوج مشه بمشيانه بعد خمسين سنة وولد لهما. فكان من لدن أن ولد لهما إلى أن ملك أو شهنج فيشداد الدنيا ثلاث وتسعون سنة وستة أشهر.
وقرأت هذا المعنى في بعض الكتب بلفظ آخر وزيادة شرح في الحكاية: أول ما خلق الله عز جل رجل وثور، فبقيا في أكناف السماء ومركز العلو بلا عاهة ولا آفة ثلاثة آلاف سنة، وهي ألوف الحمل والثور والجوزاء ثم أهبطا إلى الأرض، فبقيا فيها بريئين من آفة وعاهة ثلاثة آلاف سنة، وهي ألوف السرطان والأسد والسنبلة.
فلما إنتهى ذلك ودخل ألف الميزان ظهر التضاد، فملك كهومرث الأرض والماء والثور ونبات لأرض من ألف الميزان ثلاثين سنة، وكان طالع أول هذا الألف السرطان، وفيه المشتري والشمس في الحمل والقمر في الثور وزحل في الميزان، والمريخ في الجلدي والزهرة في الحوت وعطارد في الحوت أيضا. وجرت هذه الكواكب من هذه البروج ماه فرودين روز هرمز، وهو يوم النيروز، وتميز بدوران الفلك بها الليل من النهار.
صفحہ 51