وجعل التبت والصين وبلاد المشرق إلى طوج، أوسط أولاده.
فحسد طوج وسلم ايرج فاقبلا إلى قتله. وفريدون أحدث الرقي وابدع الترياق من جرم الأفاعي، واسس الطب ودل من النبات ما يدفع الآفات عن أجسام ذوي الأرواح، وانزى الحمير إلى الخيل ليتركب منها البغال جامعة لقوة الحمير وخفة الخيل، وكان ينزل بأرض بابل وهو «1» أعلم.
منوشجهر:
كان منوشجهر من أولاد ايرج بن افريدون، وهو الذي كرا نهر الفرات ونهر مهران وهو اكبر من الفرات، وشق من الفرات ودجله انهارا كبارا. وفي ست سنين من ملكه أخرج موسى عليه السلام بني إسرائيل من أرض مصر. فمكث في المفازة المسماة التيه سائسا لأمور بني إسرائيل أربعين سنة، وفيها كتب لهم التوراة. ثم في أيام ملكه أيضا رحل خليفته يوشع من المفازة حتى اورد بني إسرائيل فلسطين. ونقل منوشجهر من الجبال إلى الأقرحة انواعا من الرياحين، واحاط عليها، فلما فاحت روائحها سمى تلك الحيطان بوستان، ومعنى الكلمة معادن العرف والروائح.
وفي زمان ملكه تغلب افراسياب التركي على بلدان مملكته إثنتي عشرة سنة، وازعجه عن سرير ملكه واحجره في غياض طبرستان.
وبقي افراسياب في سني غلبته على مملكة ايران شهرا يهدم المدن وينسف الحصون ويدفن الأنهار، ويطم القنى ويعور العيون. وفي سنة خمس من سني غلبته قحط الناس فبقوا فيه إلى آخر أيامه. فغارت المياه في مدة أيامه، وتعطلت العمارات وبطلت الزراعات، إلى أن قمعه الله، وبنى افراسياب بناء من حائط مرو ما بين القهندز إلى المنعرج من باب نيق، وهو «2» أعلم بالعلانية والسرائر.
صفحہ 29