تاريخ سني ملوک الارض والانبیاء علیهم الصلوۃ والسلام
تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء عليهم الصلاة والسلام
اصناف
فلما كان يوم الأحد تحركت المصافية فجرت بين نازك وبينهم مناظرات، فتسارعوا إلى قتله. ومشى الخدم في داره إلى أبي الهيجا عبد الله بن حمدان وقتلوه. وفتحت السجون والمطبق فخرج جميع من كان فيها، وعاد المقتدر إلى دار الخلافة فأخرج الآنية والأمتعة والجواهر والعطر إلى البيع لتفريق اثمانها على الجند، فأشترى أكثر ذلك القواد وبقية التجار.
وفي شعبان ليلة الأربعاء لثمان بقين منه ظهر في الهواء شبيه بالنار وفي صبيحة غدها وقع بين الرجالة السودان وبين القزاونة مناوشة، فكثر القتلى في الفريقين وطفر السودان على القزاونة، وفشا القتل ببغداد وأستحبت الرجالة والاجلاف من أهل العصبية على الناس. وفي شهر رمضان شغب الجند على السلطان شغبا اتصل أياما، فتعطل من أجله الناس عن التسوق حتى عدم الطعام. وفي ذي الحجة لإحدى عشرة ليلة خلت منه وثب قوم من الحجرية على الوزير إبن مقلة في داره ليقتلوه، فطرح سلامة أخو نجح نفسه مع جماعة حتى خلصوه.
ولسبع خلون من ذي الحجة دخل القرمطي مكة وأستعرض الناس في الحرم ومسجده وأكثر القتل في الناس حتى أنتنت تلك الجيف فطرحوها في بئر زمزم حتى امتلأت، وحصل منها حوالي الكعبة نحو من ثلاثة آلاف جيفة فدفنت بعد خروج القرمطي عنها حوالي الكعبة.
وأقام بها أحد عشر يوما فلما أراد البروز أخرج منها سبعماية بكر، وأخذ باب الكعبة واقتلع منها حجر التقبيل مع ما كان داخل الكعبة من الحلى وآثار الأنبياء وكسوة البيت ، وزحف فرد كل ذلك إلى البحرين وبقي حجر التقبيل بها إثنتي عشرة سنة، ثم بيع بمال لا أعرف مبلغه، فرد إلى مكانه من ركن الكعبة في ذي الحجة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
صفحہ 159