تاريخ سني ملوک الارض والانبیاء علیهم الصلوۃ والسلام
تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء عليهم الصلاة والسلام
اصناف
وان كان فيها كتاب منسوب إلى بعض الحكماء المتقدمين فيه سنون وأدوار معلومة لإستخراج أوساط الكواكب وعلل حركاتها.
وأن أهل زمان طهمورث وسائر من تقدمهم من الفرس كانوا يسمونها سني وأدوار الهزارات. وأن أكثر علماء الهند وملوكها الذين كانوا على وجه الدهر وملوك الفرس الأولين وقدماء الكلدانيين، وهم سكان الاحوية من أهل بابل في الزمان الأول، إنما كانوا يستخرجون أوساط الكواكب من هذه السنين والأدوار، وإنه لما اذخره من بين الزيجات التي كانت في زمانه، لإنه وسائر من كان في ذلك الزمان وجدوه أصوبها كلها عند الإمتحان، وأشدها أختصارا. وكان المنجمون الذين كانوا مع رؤساء الملوك في ذلك الزمان وأستخرجوا منها زيجا وسموه زيج شهريار، ومعناه بالعربية ملك الزيجات ورئيسها. فكانوا يستعملون هذا الزيج دون زيجاتهم كلها. فيما كان الملوك يريدونه من معرفة الأشياء التي تحدث في هذا العالم، فبقى هذا الإسم لزيج أهل فارس في قديم الدهر وحديثه. وصارت حاله عند كثير من الأمم في ذلك الزمان إلى زماننا هذا أن الأحكام إنما يصح على الكواكب المقومة منه. وإلى ها هنا حكاية الفاظ ابي معشر في وصف البنية القائمة الأثر بأصبهان. وأبو معشر إنما وصف أزجا من آزاج هذه البنية، أنهار منذ ألف سنة أقل أو أكثر فعبر منه إلى زيج شهريار. فأما الذي أنهار في سنة خمس وثلاثمائة من سنة الهجرة فازج آخر، لم يعرف مكانه لأنه قدر في سطحه إنه مصمت إلى أنهار فأنكشف عن هذه الكتب الكبيرة المكتوبة التي يهتدى إلى قراءتها، ولا خطها يشبه شيئا من خطوط الأمم. وفي الجملة أن هذه البنية إحدى الآيات القائمة ببلاد المشرق كما أن بنية مصر المسماة الهرم إحدى الآيات القائمة ببلاد المغرب، وهو أعلم وأحكم.
صفحہ 153