============================================================
الناريخ الصال حيث أقام علاقة حميمة مع ملك الالمان صاحب صقلية، اثناء سفارته إلى بلاده موفدا من قبل السلطان الملك الظاهر بييرس، إلى جانب شبكة العلاثق الواسعة والكثيرة التي نجها مع الوزراء والأمراء والاعيان، والعلماء من قضاة، وفقهاء، وأطباء، وأدباء وشعراء.. وطواف ورحلات في بلاد الشام وبلاد الروم، والعراق، والحجاز، ومصر وصقلية، وجنوب إيطاليا. ورؤيته، ومعايشته، بل ومشاركته الشخصية في عذة وقائع واستقائه الأخبار والمعلومات من مصادر مباشرة كانت صانعة للأحداث في أغلب الأحيان .
هذا، إلى جاتب اتساع داثرة معارفه العلمية وتمكمنه من العلوم الدينية والعقلية، على الراء من فقي، وقراعات، وأصول دين، وتحو وصرف، وأدب ونظم شمر، وعلم الهيثة، والمنطق، والفلك، والرياضئات، مع حافظة قوية، ومقدرة بارعة في التاليف والتصنيف، وبراعة في التاريخ وعرض الوقائع والأحداث بأسلوب سهل، وواضح دون تعقيد، وتقديم وخبة غنية من الأدب الذي يصب في مجرى التاريخ.
وفوق هذا وذاك، تمثع "ابن واصل" بذهن متقد، وذكاء شديد، نوه به كل الذين كترا سيرته وترجموا له مع اشتغال بالتدرين، والقضاء مدة طويلة، حتى قيل إنه كان يشغل في حلقته في ثلاثين علما واكثر(1). وبذكانه وفراسته استطاع آن يكشف التزوير في المكاتبات التي كانت تحمل اسم وتوقيع الملك الصالح نجم الدين أيوب بعد وفاته في سنة 647ه. وهي تأتي إلى الأمير "حسام الدين محمد بن أبي علي الهذباني" على أنها صادرة من السلك الصالح، وقد أخفى الأمير "فخر الدين يوسف ابن شيخ الشيوخ" وفاته، طمعا بتولية الملك المعظم تورانشاه السلطنة، ليصبح "فخر الدين أتابكا للعساكر، ويقوم بتدبير المملكة، ويستحوذ على اللطان بعد ذلك فاثفق آن ورد على الأمير "حسام الدين" كتاب من العسكر في بعض المهام، فأوقف صديقه "ابن واصل4 عليه، وقد ارتاب بأمره، وحين اطلع مؤزخنا على الكثاب أقسم بانه ليس بخط الملك الصالح، وحين ساله الأمير : كيف عرفت ذلك؟ قال : أحضر لي بعض الكتب التي فيها خطه، فأحضرها، فقابل " ابن واصل" بينها وبين الكتاب الذي وصل أخيرا، وتبين له اختلاف الخط، واستدل على ذلك من كتابة "الباء" من اسم اأيوب"، إذ كان الملك بكتبها ممدودة، ووردت في الكتاب شبيهة بالراء(2). وظهر فيما بمد أن الكاتب هو واحد من خذم الملك الصالح يدعى "سهيل" ويعرف بالسهلي، كان خطه يثه خط الملك (2) .
(1) مفرج الكروب 104/6 (1) اعيان العر 447/4.
(3) مفرج الكروب 6/ ورفة 102.
صفحہ 18