تاریخ قسطنطنیہ

سليمان بن خليل d. 1318 AH
111

تاریخ قسطنطنیہ

التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية

اصناف

نقول بوجه مستوف مقتصرين على خلاصة معناه الضرورية، وترك خلاف شروحات للكيماويين، فالماء جسم رقيق مائع يشرب ، به حياة كل نام، وهو بعد الهواء لبقاء البدن بدونه أكثر من بقائه بدون الهواء، وهو أكبر جزء تكونت منه كرة الأرض؛ لأنه يغطي الجزء الأعظم من سطحها، وقال المعلمون إنه مغطى أكثر من ثلاثة أخماس من سطحها، والماء يوجد في الطبيعة على ثلث حالات، فيوجد بخارا مكونا للسحاب والغيوم، وسائلا ماليا للبحار والبحيرات والأنهر، وجامدا مكللا للجبال العالية، ومغطيا لأكبر جزء من الأراضي الموجودة نحو القطبين، وذلك على هيئة الثلج والجليد، والماء جسم مركب ليس بسيطا كما كانت تزعم القدماء، وهو ثقيل شفاف، وإذا كان نقيا لا لون له ولا طعم ولا رائحة، ومقدار قليل منه قابل الانضغاط، ويذيب أكثر الأجسام، وإذا سخن تمدد، فإن وصلت الحرارة إلى مائة درجة من ميزان الحرارة تصاعد بخارا، وإن برد تكاثفت أجزاؤه، وذلك في الدرجة الرابعة فإن برد زيادة عن ذلك تمدد ثم تجمد جليدا وثلجا وشغل مسافة تزيد عن مسافته قبل التجمد بسبع مرات، وحينئذ يصير أخف وزنا وأكبر حجما من السائل، وقوة التمدد الناشئة من تباعد جزيئات الماء عن بعضها تكون شديدة جدا، حتى إنها تغلب قوة تماسك الإناء، ولو كانت مهما كانت فلو ملئ مدفع مثلا من الماء ملأ تاما وسد عليه سدا محكما بسدادة تدخل فيه بالبرم، ثم عرض الماء الذي فيه للتجلد لانكسر المدفع من سبب تمدد جزيئات الماء وشغلها مكان أكبر من المكان التي كانت عليها قبل التجمد، والماء متكون من جزءين هما الإدروجين والأكسجين؛ أي أنه مقدارين من غاز الإدروجين ومقدار واحد من غاز الأكسجين. وأما نسبة ثقل - أي وزن الأجزاء - التي يتركب منها فهي 88,9 جزءا من الأكسجين، و11,1 من الإدروجين، فتلفظ ثمانية وثمانين جزءا وتسعة أعشار من الأكسجين، وأحد عشر جزءا وعشرا من الإدروجين.

مالطة:

جزيرة مشهورة ببحر الروم، طولها 17 ميلا، وعرضها 9 أميال، واقعة جنوبي جزيرة سيسيليا عن بعد خمسين ميلا عنها، ولها حصون محيطة بها عالية جدا، وعرض أسوارها خمسة عشر قدم، ودائرها ميلين ونصف، ويخترقها خندق مار في وسطها؛ أي من الكورنتينا إلى الميناء الكبيرة المفصول عن المدينة لوحده، طوله نحو ألف قدم، وعمقه مائة وعشرون قدما، وعرضه مائة وعشرون قدم، أيضا يعبرون إليه على خمسة جسور، وكانت هذه الجزيرة في سنة 1841ب.م تحتوي على ثمانين ألفا من السكان، وهي مشهورة أيضا بحصونها المنيعة ، وكانت قديما تحت تسلط وجاق من العساكر تدعى «كوالير ماري يوحنا» التي كانت ذات قوة وغنى، وأما الآن فهي تحت حكم الإنكليز وعاصمتها وميناها «فالاطا» التي كانت تحوي من السكان في سنة 1841ب.م على 32 ألفا.

وفي سنة 1862ب.م بلغ عدد سكان مالطة عدا جزيرة غزو 110000، وجزيرة غزو المذكورة هي واقعة شمالي غربيها، كان عدد أهلها في السنة المذكورة 17000، وإن تكن مالطة جزيرة صغيرة، لكنها ذات أهمية عظيمة لصيانة التجارة الإنكليزية في بحر الروم، وهي كمخزن فحم للبواخر الآتية إلى الشرق، وطبيعيا هذه الجزيرة جرداء، ولكن ترى الآن أكثرها محروثة ومزروعة بالقطن والقمح والشعير وغير ذلك من الحبوب، ومراعي جزيرة غزو المذكورة واسعة، ولذلك ترى الأغنام فيها كثيرة، ومن أثمار هاتين الجزيرتين - أي مالطة وغزو - الليمون والعنب، وغيرهما من الأثمار الفاخرة، وعدا عن القوت الذي يخرج من أرضها ترى كثرة وسعة صيد السمك فيها الكافي سوقها يوميا، والمالطيون هم أشداء أقوياء البنية، ولا محل لإطالة الشرح عنهم هنا؛ إذ ليس هو موضوع كلامنا. ثم ومن المشهور أن أول من استولى على مالطة كان الفينيقيون الذين طردهم منها اليونان، ومن بعد حصار «تروادا» رجع كثير من اليونان لأوطانهم، وما بقي تفرق على جزائر بحر الروم، وبعضهم توطن في جزيرة سيسيليا، وبنى «سيراكوس واجيريجنتي»، وفي سنة 1758ق.م - أي من عهد 3645 سنة - استولى عليها وعلى سيسيليا أهالي قرطجنة الذين كانوا توطنوا على ساحل أفريقيا الشمالي، وقال المؤرخون: إن طرد اليونان من مالطة كان دونه أهوال وسفك دماء؛ لكون اليونان كانت تزداد قوتهم على الدوام، ويمدون من جزيرة سيسيليا، لكن بمجرد قيادة الجنرال «هانيبال» من قرطجنة المشهور انهزم اليونان حينئذ، ومدفنه قرب مكان في هذه الجزيرة يدعى «بينجيزا»، وعلى هذا المدفن حجر مربع مرقوم عليه كتابة باللغة القرطجنية تشير إلى أنه ثوى هناك، وقال المؤرخون: إن هذه الغارات من الرومان أو اليونان على مالطة التي بها كان خرابها وتدميرها من طلقات أساطيلهم كانت سنة 257ق.م، وإنه أيضا في زمن «أتيليوس ركيولوس الروماني» أخربتها العمارة الرومانية، وسلمت حينئذ للرومان سنة 218ق.م، وغب سقوط المملكة الرومانية تولاها مدة القبائل الخشنية، ومن الغوطيين الذين غزوا إيطاليا وسيسيليا واستولوا عليهما، وشنوا الغارة على قرطجنة، وسلبوا ما بها، ووصلوا إلى مالطة، وذلك سنة 506ب.م، وبعد أن استولوا على مالطة مدة 37 سنة طردهم منها جيش الملك جوستنيان، تحت قيادة «بيليزاريوس» جنرال روماني، وقال بعضهم إن استخلاص بيليزاريوس المذكور مالطة من أيدي هذه القبائل كان سنة 533ب.م، ومن ثم بقيت هذه الجزيرة خاضعة لمملكة بيزنطيا - أي لملوك إسلامبول - إلى آخر القرن التاسع ب.م، وقال بعضهم لسنة 879ب.م.

ثم في أول القرن العاشر ب.م غزاها وفتحها العرب الذين في ذلك الحين غزوا كل الشرق، واستولوا على إسبانيا وبورتوكال وإيطاليا، وعلى قسم من فرنسا، ونزلوا على جزيرة غوزو المذكورة وذبحوا كل اليونان الذين كانوا فيها، ومن غوزو عبروا إلى مالطة التي دافعت حينئذ دفاعا عظيما، وأخيرا التزمت أن تسلم لقوة أعظم مما كانت، وبعد استيلائهم عليها استأصلوا وأبادوا كل اليونان واستعبدوا نساءهم وأولادهم، وأحسنوا المعاملة نحو أهالي مالطة، وأطلقوا لهم حرية الدين، وكان مركز هذه الجزيرة موافقا لهم؛ لكون موانيها الكثيرة كانت ملجأ لغاراتهم القرصانية «أي النهب في البحر»، وبنوا قلعة على أساس مكان يدعى «القديس أنجلوا»؛ ليحموا سفنهم من هجوم الأعداء، وبنوا أسوارا جديدة أيضا علاوة على تلك التي كانت مبنية حول المدينة، وبقوا مستولين عليها مدة 220 سنة، ثم في ابتداء القرن الثاني عشر ب.م أتى النورمان ففتحوا سيسيليا وطردوا العرب منها والتحقت حينئذ بسيسيليا حتى القرن السادس عشر ب.م، وما قرره المؤرخون أن من جملة أولئك النورمان الكونت روجر المشهور كان من أصحاب الوجاهة، وسكان هذه الجزيرة كانوا يعدونه أنه منتقذهم، وعزموا أن يسموه ملكا، وصار تتويجه حينئذ ملكا على سيسيليا ومالطة مع كل مقاومة ملك القسطنطينية وبابا رومية له، وكان يعامل الأهالي بلطف ورأفة عظيمة، وبنى وزين كنائس كثيرة، وسمح للعرب أن يسكوا نقودهم الذهبية على الجانب الواحد هكذا «لا إله إلا الله ومحمد رسول الله» وعلى الجانب الآخر «الملك روجر»، وقال المؤرخون أيضا إن في أواسط القرن السادس عشر - أي سنة 1566ب.م - هاجمها الأتراك، وفي 9 حزيران سنة 1798ب.م استولى عليها الفرنسيس في زمن الملك كرلوس الخامس، أي حين سفر الفرنسيس إلى مصر تحت رئاسة بونابرت.

وفي الخامس من شهر أيلول سنة 1800ب.م حدث فيها مخمصة شديدة أضرت بها جدا، ثم استولى عليها الإنكليز سنة 1814ب.م، وأخذ الأمير بشير الشهابي إليها سنة 1256 هجرية الموافقة سنة 1840ب.م، ولم تزل هذه الجزيرة حتى الآن في حوزة دولة إنكلترا الفخيمة.

مادريد:

قصبة مملكة إسبانيا مبنية في بقعة مقفرة في وسط المملكة، كان بناؤها في القرن العاشر ب.م، وهي مدينة حسنة كان عدد أهلها سنة 1852ب.م نحو 170000 نفس، وسنة 1858ب.م 217000 نفس، وسنة 1862ب.م 475785 نفسا، وبها أبنية كثيرة فاخرة من الدور والكنائس والمدارس والمكاتب والقصور وعلى مسافة 22 ميلا، منها دار من دور الملك تحسب من أفخر أبنية الدنيا وتقدم الكلام عنها في باب إسبانيا، اطلب حرف الألف، وهذه المدينة ما لها صوايج خارجة عنها قد حاصرها العرب سنة 1108ب.م، ودخلها الفرنسيس سنة 1808ب.م، والإنكليز 1813ب.م، ثم أيضا رجع إليها الفرنسيس سنة 1823ب.م، وفي سنة 1861ب.م كان في مكتبتها الوطنية 225000 مجلد، وفي خزنة السلاح الملكية فيها ليس فقط تشتمل على أفخر المجموعات في أوروبا، لكن أيضا على بقايا قديمة ثمينة، وهي خوذ الجنرال هانيبال المشهور «من مدينة قرطجنة» والملك جوليوس قيصر وعلى سيوف وخوذ وتروس جميع القواد والأمراء والأبطال الشجعان الذين كانوا في الأعصر المتوسطة والقديمة والحديثة.

المأمون:

المأمون الكبير هو ابن هارون الرشيد، رابع الخلفاء العباسيين، تولى من سنة 813 إلى سنة 833ب.م.

نامعلوم صفحہ