تاريخ نجد الحديث وملحقاته
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
اصناف
8
ولا يجوز أن يقول الإنسان لملك أو لنبي أو لشيخ، سواء كان حيا أم ميتا: اغفر ذنبي أو انصرني على عدوي ... إلخ. ومن سأل ذلك فهو من المشركين الذين يعبدون الملائكة والأنبياء والصور والتماثيل، ولكن هناك نوعا من الدعاء يجوز، كأن تقول لجيرانك عند ارتحالك عنهم: ادعوا لنا بالخير والسلامة. هذا ما يسميه العلماء إجابة غائب لغائب، ثم توسعوا فيه، فقالوا: إن الناس لما أجدبوا سألوا النبي أن يستقي لهم، فدعا الله لهم فسقوا. وفي الصحيحين أيضا أن عمر بن الخطاب استسقى بالعباس، فدعا فقال: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بعم نبينا فأسقنا، فسقوا.
هي ذي حجة أصحاب الأولياء. فإذا استجاب الله طلبة النبي وعم النبي أفلا يستجيب كذلك طلبة صهره وابنته وابنيها والصالحين من سليلتيهما؟ ولكن ابن تيمية وابن عبد الوهاب يردان عليهم في قولهما: إن هذا من باب طلب الإنسان الحي ما يقدر عليه، فإن حقيقة التوسل بالنبي وبعمه هو طلب الدعاء منهما في حياتهما وذلك جائز، أما الميت فلا يستطيع أمرا.
قد نهى النبي حتى عن التعظيم؛ لذلك لا يقبل أهل نجد يد سلطانهم، ولا يخضعون أمامه أو يطأطئون له الرأس. لا يجوز السجود والتعظيم لغير الله، وقد نهى النبي عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، فتصلى صلاة الفجر قبل الشروق وصلاة المغرب بعد الغروب؛ ليبعد المسلمين عن العقائد التي كانت شائعة في الجزيرة خصوصا في اليمن وفي الأحساء؛ أي عقائد عبدة الشمس والكواكب، المجوس والصابئين، فلا يسجدون مثلهم للشمس.
أما زيارة القبور فمشروعة شائعة عند الوهابيين، والدعاء للميت هي بمنزلة الصلاة على جنازته. فأهل نجد الذين يواظبون على هذه العادة يقولون: سلام عليكم أهل ديار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم.
هو دعاء جميل. وأجمل منه جواب النبي لرجل قال له: ما شاء الله وشئت. فقال النبي: «أجعلتني لله ندا، بل ما شاء الله وحده.» وقد قال أيضا: «لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا ما شاء الله ثم ما شاء محمد.» وهذي هي القاعدة التي يجري عليها اليوم أهل نجد، فيقولون مثلا: ما شاء الله ثم ما شاء ابن سعود، نسأل الله ثم ابن سعود، لولا الله ثم ابن سعود لهلكنا.
أما التوسل فهو على ثلاث درجات:
الأولى:
أن يأتي المرء إلى قبر النبي أو ولي أو ما يعتقد أنه قبر نبي أو رجل صالح ويسأله حاجته فيما لا يقدر عليه إلا الله، فهذا شرك صحيح يجب أن يستتاب صاحبه، فإن تاب وإلا قتل.
الثانية:
نامعلوم صفحہ