تاريخ نجد الحديث وملحقاته
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
اصناف
هي أكبر وأخصب النواحي، بعد جبل شمر والقصيم، التابعة لسلطنة نجد، جاء في الكامل للمبرد:
5 «الحساء جمع حسي وهو موضع رمل تحته صلابة، فإذا أمطرت السماء على ذلك الرمل نزل الماء فمنعته الصلابة أن يغيض، ومنع الرمل السمائم أن تنشفه، فإذا بحث ذلك الرمل أصيب الماء، يقال: حسي، أحساء، وحساء.»
هذا الوصف علمي صحيح. إلا أن في الأحساء واحات متفرقة أهمها واحتا الحساء والقطيف، وبينها أرض رملية مثل التي وصفها المبرد . وفي هذه الواحات المياه الجارية، والعيون العذبة، والبساتين الغناء، والأرض التي تصلح للحراثة، فتزرع فيها الحنطة، والشعير، والسمسم، والذرة، والأرز. وفي الحساء قرب الهفوف عيون معدنية متنوعة، ماؤها حارة وباردة، أهمهما عين نجم قرب المبرز التي يتغنى الشعراء بمائها العجيب - مائها المعدني الحار.
قد كانت الحساء في أيام القرامطة عاصمة مقاطعة هجر، ثم استولى عليها الأمراء العيونيون
6
وفي سنة 926ه/1520م في عهد السلطان سليم الأول، دخلت في حوزة الدولة العثمانية التي كانت قد استولت على اليمن، فعدت الحساء من الولايات اليمانية، ثم أخلتها الدولة فاستولى عليها بنو خالد إلى حين ظهور آل سعود الذين أدخلوا بني خالد في طاعتهم.
وعلى أثر الشقاق الذي حدث بين أبناء الإمام فيصل سنة 1287ه/1870م، يوم كان مدحت باشا متوليا على بغداد، عادت الدولة إلى الأحساء فاحتلتها، وأطلقت عليها تيمنا اسم لواء نجد، ولكنها في مدة أربعين سنة لم تتمكن من بسط سيادتها على باع من الأرض خارج الواحات.
هذي هي نواحي نجد وأهم ملحقاتها ما عدا عسير، وفيها يسكن الحضر من أهل البلاد، أما البدو فسكناهم الخيام، وقد قل عددهم في عهد السلطان عبد العزيز بسبب الهجر (القرى المستحدثة) التي شرع في تأسيسها منذ عشرين سنة،
7
فسكان نجد إذن هم اليوم أساسا ثلاث طبقات؛ أي البدو، وأهل الهجر، والحضر.
نامعلوم صفحہ