تاریخ مسلمین

ماکن ابن جامد d. 672 AH
81

تاریخ مسلمین

اصناف

============================================================

فقال يا أمير المؤمنين قد قال الشاعر في هذه القصيدة.

سيقطع في الدنيا إذا ماتركنتي يميناى فانظر أي كف تبدل.

فاطرق الرشيد فعلمت أن قد أغاظه الكلام فخرجت ولم يقبل شفاعتها.

وقيل لما مات يحيى اين خالد بن برمك في حبس الرقة وجد في جيبه رقعة مختومة فحملت إلى الرشيد فلما وقف عليها بكى وقال صدق والله صدق: قيل كان فيها مكتوب قد تقدم المدعي والخصم في الأثر والحاكم لا يحتاج إلى بنيه.

وبالجملة زالت دولتهم ونهيت أموالهم كأنهم لم يكونوا.

قال وفي هذه السنة سار الرشيد حتى أتاخ على أبواب هرقلة بعساكره ففتح وغنم وأحرق وخرب فسأله تقفور الموادعة على خراج بجملة في كل سنة فأجابه الرشيد إلى ذلك وتقرر الأمر وعاد إلى الرقة وقد وقع البرد الشديد فنقض تققور الصلح حين علم أن المسلمين لا يطيقون العود إليه من كثرة التلج وشدة البرد فبلغ ذلك الرشيد فرجع إليه في أصعب وقت وأشده فأناخ بعفايه فأجاز نقفور الصلح وحمل المال الذي تقرر عليه فرحل عنه.

قال وفي هذه السنة ولى الرشيد إمرة مصر أحمد بن إسمعيل الهاشمي، وفي سنة ثمان وثمانين وماية جهز الرشيد جيشا بغزون الصايفة فدخلوا بلاد الروم من درب الصفصاف فخرج نقفور للقائهم في جيش كثيف فكانت الكسرة للمسلمين فكسروهم (119) وجرح نقفور ثلاث جراحات وقتل من الروم اربعون الفأ وغنم المسلمون شيئا كثيرا وعادوا سالمين.

قال وفي سنة تسع وثمانين وماية صرف الرشيد عن إمرة مصر أحمد بن إسمعيل الهاشمي وولاها .. المعروف بابن زيته ثم عزله وولاها الحسن بن جميل الأزدي.

قال وفي سنة تسعين وماية غزا الرشيد الصايفة في ماية ألف وخمسة وثلاثين ألفأ سوى المطوعة ومن لا ديوان له ويث الجيوش والسرايا في أرض الروم وفتح هرقلة وسبى أهلها وحرقها وفتح حصن الصقالبة وحصن ريسيه وحصن الصفصاف وقلونيه ويقال أن الرشيد سبى من أهل هرقلة ستة عشر ألفا وبعث نقفور بالخراج إلى الرشيد فصالحه وشرط عليه أته لا يعمر هرقلة ثم جهز الرشيد جيشا إلى قبرص في البحر فغزوها وهدموها وسبوا من أهلها جماعة فصالحوا على أداء الجزية.

صفحہ 81