============================================================
قال وافترق الجمع كل منهم إلى بلدة فلما وصل المصريون إلى ايله وجدوا رجلا علي نجيب لعثمان ومعه كتاب مختوم بخاتم عثمان وعنوانه من عثمان إلى عبد الله بن سعيد وفيه إذا قدم محمد بن أبي بكر وفلان وفلان فاقطع أيديهم وأرجلهم وارفعهم على جذوع النخل فرجع المصريون إلى المدينة وكذلك لما بلغهم ذلك البصريون والكوفيون فاجتمعوا على حصار عثمان في داره ونسبوه أنه أمر يكتب (35) الكتاب وقيل أن مروان بن الحكم فعل ذلك بغير أمر عثمان وكان من أعظم الموليين عليه محمد بن أبي بكر وعائشة وطلحة بن الزبير وكان ابتدأ الحصار ليلة بقيت من شوال واشتد الحصار ومنع أن يصل إليه ماء فلما كان يوم الجمعة لثمان خلون من ذي الحجة دخل المحاصرون إليه بعد أن قايل دونه الحسن والحسين بأمر آبيهما وخرج الحسن يومئذ وأخذ محمد ين آبي بكر بلحية عثمان ثم آرسلها قيل آنه ضريه بمشقص كان في يده وكان المصحف في حجره فقطرت قطرة من الدم عليه وضربه بار بن عياض الاسلمي وسودان بن حمران بسيفهما وجلس عمر بن الحمق على صدره وبه رمق فطعنه تسسع طعنات فمات وكانت مدة الحصار ثمانين يوما وقيل خمسين وقيل أربعين وأقام ثلاثا لم يدفن ثم كفن في تيابه ودمائه لم يغسل ولم بيصل عليه وقيل صلى عليه جبير بن مطعم ودفن ليلا في حس كوكب والحس البستان وكانت مدة خلافته اثتتي عشر سنة إلا ثمان ليال وكان مقتله لاثتتي عشر ليلة بقيت من ذي الحجة وقيل قتل يوم الأربعاء ودفن يوم السبت الظهر وقيل قتل يوم الأضحى وكان عمره اثتنتين وثمانين سنة.
قال كان طويلأ من الرجال حسن الوجه أسمر وافر اللحية وكان مكثرأ من الصيام والقيام وتلاوة القرآن وكان من مناشير الصحابة وجهز جيش العسرة بعشرة ألف دينار وتلثماية بعير وخلف أموالا جزيلة قيل كانت خمس ماية ألف ألف درهم وماية ألف وخمسين ألف دينار انتهيت يوم الدار وكانت له بالبريده ألف بعير وترك صدقات يتصدق بها قيمتها مايتي ألف دينار وكان أصل الإنكار عليه توليته أقاربه وأهل بيته لأنه كان كثير الحب إليهم والميل إليهم فصدرت عنهم أفعال ردية نسبت كلها إليه وكان كاتبه (36) مروان ابن الحكم أشدهم ضررا عليه لما كان يتعاطاه من الأمور المخالفة للشرع وكانت تتفذ منه الكتب إلى سائر الأمصار بما لا يليق فيظن أنه بأمر عثمان وعن إثنه وأخر أمره نزويره الكتاب عن عثمان بقتل محمد بن آبي بكر وختمه بخاتمه وحاصل الأمر أن عثمان لم يوب بقريته لمروان وأهل بيته لكن إذا قدر الله أمرأ قدر أسبابه.
قال وكان قاضيه كعب بن سويد وحاجبه حمران مولاه ونفش خانمه آمنت بالله الذي خلق فسوى والذي صح عليه التاريخ أن مدة خلافته إحدى عشرة سنة ونلتماية أربعة وأربعين بومأ قمرية لتكملة أربعة وثلثين سنة وتلثماية أربعة وأربعين يوما للهجرة عنها سنين شمسية إحدى عشرة سنة ومابتي وثلاثة وعشرين يوما لتتمة ستة ألف وماية سبعة وأربعين سنة وتسعة أشهر شمسية للعالم.
الخامس علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
صفحہ 22