============================================================
قال وكان عمر في كل ليلة جمعة يفرق ما يجمع في بيت المال على أربابه على حسب الحاجات وخالف اجتهاده اجتهاد أبي بكر في معرفته على حسب الفضائل واحتج بأن قال أن المال جعل لدفع الضرورات الدنيا فملحظة الحاجة به أولا وأمس وأما الفضائل فنوابها في الآخرة.
والذي ورد تواريخ النصارى من الحوادث في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن هرقل ملك الروم كان بحمص لما فتح المسلمون طبرية فلسطين والساحل فبلغه ذلك فتوجه إلى أتطاكية واستجلت المستعربة من غسان وجدام ولحم وكل من قدر عليه وقدم عليهم بطريقا اسمه ماهان ووجه به إلى دمشق وكتب إلى منصور عامله بأن يربح عليهم بالمال وكان منصور موغر الصدر عليه لأن (27) هرقل كان عاقبه واستخلص منه المال لما كانت القسطنطينية محصورة فاعتذر أنه ليس بدمشق مال وأن العرب قوم عراة وما يحتاجون إلى هذا كله فخرج ماهان والعسكر الذي معه فصادف جيوش عمر قد وصلوا الجولان وصار الوادي بينهم منل الخندق فأقاموا أياما وخرج منصور بريد عسكر ماهان البطريق ومعه مال قد جباه من دمشق لينفق في العسكر فوصل في الليل وكان معه خلق كثير من أهل دمشق ومشاعل وطبول وبوقات فلما نظر عسكر ماهان الجموع التي مع منصور والطبول والبوقات توهموا أن العرب جاعوهم من خلفهم وكبسوهم فوقعت فيهم الهزيمة فسفطوا كلهم في الوادي وماتوا ولم ينج منهم إلا قليلأ هربوا إلى دمشق وغيرها من الأماكن وعاد منصور ومن معه إلى دمشق واهتموا للحصار وجمعوا ما قدروا عليه من طعام وماشية ووضعوا على أبواب دمشق العرادات والمنجنيقات وأقاموا المقاتلة ونزل خالد بن الوليد بباب الشرقي ونزل أبو عبيدة بن الجراح بباب الجابية ونزل عمرو بن العاص بباب توما ونزل يزيد بن أبي سفيان بباب الصغير فأقاموا على دمشق ستة أشهر وكانت بينهم حروب كثيرة فلما أجهد أهل دمشق الحصار صعد منصور عامل دمشق وطلب من خالد بن الوليد الأمان لمن بدمشق من الروم فأجابه إلى ذلك وفتح له الباب ودخل خالد بن الوليد المدينة وأمر أصحابه أن يغمدوا السيوف فبلغ بقية الروم الذين على الأبواب أن المسلمين دخلوا المدينة فهربوا وتركوا بقية الأبواب فدخل أبو عبيدة بن الجراح بالسيف من باب الجابية ودخل يزيد من باب الصغير وعمرو بن العاص من باب توما بالسيف ولم يزالوا يقتلون الى أن التقوا خالد بن الوليد ومنصور معه وبيده الأمان 28) منشورا فاختلفوا ساعة ثم وافقوا على الأمان خطوطهم فيه ولهذا كان جامع دمشق بعضه كنيسة وبعضه مسجد لأنه كان كنيسة في أيام الروم وأخذ منصور من بقي من الروم ولحق بهرقل إلى أنطاكية فلما بلغ هرقل أن دمشق قد أخذت قال عليك السلام يا سورية أي عليك السلام يا شام وسار الى قسطنطينية وأما ماهان البطريق فإنه لما هرب من وقعة الجولان توجه إلى طور سينا وترهب لأنه خاف آب يعود إلى هرقل.
قال ولما فتح عمر رضي الله عنه بيت المقدس كتب لمن فيها أمانا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم
صفحہ 17