146

تاریخ مسلمین

اصناف

============================================================

والذي ورد تواريخ النصارى من الحوايث في أيامه من جملتها ما حدث في شهور سنة تسع وعشرين وتلثماية من الغلاء إلى أن عذم الناس القوت جملة ولحق الناس من الجوع شدائد عظيمة وتبعه وياء ولم يزل الأمر كذلك إلى أن دخلت سنة ثلاثين وثلثماية.

قال وحدث أيضا ببغداد متل ذلك وأكل الناس بها النخالة والحشائش وكثر الموت وصار يدفن جماعة في قبر واحد بغير صلاة ولا غسل ورخص العقار والقماش حتى ابتاع ما قيمته دينار بدرهم واحد.

وفي هذه السنة وهي سنة تسع وعشرين وثلثماية غزا الروس القسطنطينية وقاتلهم الروم وطردوهم وانهزموا إلى بلادهم وفي سنة إحدى وثلاثين وثلثماية وافت جيوش الروم إلى ديار بكر وأخربوا وأحرقوا وقتلوا وسبوا خلقا كثيرا وفتحوا ارزن ودارا وأحرقوا عامة بلادها وبلغوا نصييين والتمسوا من الرها المنديل الذي كان السيد المسيح مسح بها وجهه الكريم وسيره إلى الأبجر ملك الرها الأسود وبدل الروم لهم بها إطلاق جميع الأسرى المسلمين الذي في أيديهم وكاتبوا المقتفي في ذلك فأمر الوزير أن يجمع القضاة ووجوه الدولة ويسمع ما عندهم في ذلك فمنهم من قال إن أعطاه للروم عصاصة في حق الإسلام فمنهم من قال إن استتفاد المسلمين الأسرى من يد الروم بهذا المنديل مصلحة فاتقق رأيهم على إعطائهم المنديل وخلاص الأسرى ففعلوا نلك (214) فأخذ الروم المنديل وأطلقوا جميع الأسرى المسلمين وكانوا خلقا كثيرأ وحملوا الروم المنديل إلى القسطنطينية ودخلوا به إليها في اليوم الخامس عشر من آب وخرج البطرك والملوك والبطاريق والكهنة واستقبلوه بالأناجيل والشموع وجعلوه في الكنيسة العظمى اجيا صافيا وهو إلى الآن بها.

وفي سنة اثني وثلاثين وتلثماية خرجت الروم دفعة أخرى ودخلوا رأس العين يوم الثلاثاء ثاني عشر ربيع الأول من هذه السنة وأقاموا بها يومين وقتلوا وتهبوا وسبوا منها ألف نفس وانصرفوا إلى بلادهم.

الثاني والعشرين من الخلفاء العباسيين وهو الثالث والأريعين المستكفي بالله أبو القاسم عبد الله بن المكتفي بن المعتضد بن الموفق: أمه أم ولد يقال لها غصن بويع له بالخلافة يوم خلع بن عمه المقتفي وذلك يوم السبت لعشر بقين من صفر سنة ثلاث وثلاتين وتلشماية للهجرة ولما ولي الخلافة خلع على بوزون التركي وفوض إليه تدبير الممالك ولقب المستكفي نفسه إمام الحق وضرب ذلك على الدتانير والدراهم وخطب له على المنابر، وفي هذه السنة سار الأمير سيف الدولة علي بن حمدان إلى حلب فملكها في شهر ربيع الأول وكان متوليها رجل بقال له باتس المونسي من قبل الإخشيد محمد بن طعج صاحب مصر والشام ولما ملك سيف الدولة 0000

صفحہ 146