============================================================
وفي هذه السنة قدم الإخشيد بن طعج إلى مصر وكان مظظبا على الشام فدخلها في رمضان وغلب عليها واجتمعت له مصر والشام.
قال وفي سنة أربع وعشرين ونگثماية استدعى الراضي بالله الأمير محمدا بن رايق الذي كان بواسط مغلبأ عليها لأن الضرورات ألجأته إلى ذلك لاضطراب الأمر عليه ولضعف من يلي الوزارة عن القيام بها فقدم بن رايق بغداد وجعله الراضي بالله أمير الأمراء وفوض عليه تدبير المملكة وأمر أن يخطب له على المنابر وخلع عليه وأعطاه اللواء وكان قدومه لخمس بقين من ذي الحجة واستكتب أحمد بن علي ونظر فيما كان الوزراء ينظرون فيه ومن ذلك اليوم بطل أمر الوزارة ببغداد ولم يبق إلا اسمها والحكم للأمراء المتغلبين ويقي الأمر كذاك إلى أن انقرضت الدولتان البويهية والسلجوقية ببغداد.
ودخلت سنة خمس وعشرين وتلثماية والدتيا في يد المتغلبين وهم ملوك الأرض وكل من في يده بلد ملكه ومنع البصرة وواسط والأهواز في يد آبي عبد الله البريدي وأخوته وفارس في يد عماد الدولة بن بويه الديلمي ووسمكين أخي مردويج والموصل وديار رييعة وديار بكر في يد يني حمدان ومصر والشام في يد الإخشيد محمد بن طعج والمغرب وافريقية في يد القائم بن المهدي (204) والأندلس في يد بني أمية وخراسان في يد نصر بن أحمد الساماني واليمامة واليحرين وهجر في يد طاهر القرمطي وطرسيتان وجرجان في يد الديلم ولم يبق في يد الخليفة واين رايق غير بغداد وبطلت دواوين المملكة بالحصر ونقص لذلك قدر الخلافة وضعف ملكها وعمر الخراب لذلك وصارت الأموال تحمل إلى خزائن الأمراء فيأمرون فيها ويطلقون النفقات السلطانية على حكم اختيارهم وعطلت بيوت الأموال.
وفي هذه السنة انحدر الراضي إلى واسط وتبعه الأمير محمد بن رايق لقتال أبي عبد الله البريدي ثم وقع الصلح بينهما على تلشماية ألف وستين ألف دينار يحملها في كل شهر ثلاتين ألف دينار وأن يسلم الجيش الذي معه إلى من يؤمر بتسليمه إليه ثم عاد الراضي وين رايق إلى بغداد ثم توجه ابو عبد الله البريدي إلى البصرة فملكها واستولى عليها.
وفي هذه السنة دخل أبو طاهر القرمطي إلى الكوفة ووقع الاتفاق بينه وبين رايق على أن يحمل إلى القرمطي كل سنة من بغداد ماية وعشرين آلف دينار
صفحہ 139