قصة الغراب وتجهيزه بالحث وتوجيهه في البحر للبحث
وأثناء ما ذكر كانت أخبار العدو تزيد، وقضاء الله ينفذ كما يريد، فرأى الوالي أن يجهز غرابا يصل غدوه بمسراه، ويذهب حتى يعاين مجتمع العدو في مرساه. فزجر منه أشأم طائر (1)، وزجى منه واردا غير صادر، فإنه بعد أن شارف المجتمع، وقارب أن يرى وأن يسمع، عصفت عليه ريح ردته، ولو لا كمال عدته لأردته، وما زالت تقلبه ظهرا لبطن، وتغلبه على اختياره وهو من أمر العطب على غير أمن، حتى انتهت به إلى غايته الشقية، ورمت به بنشكلة (2) قاصية الثغور الشرقية. وهنالك تورط في الساحل، وعنى جوابا على السائل، وأخذ أهل/ 19/ بنشكلة جميع عدده، وجاء النصارى فأضرموا النار في جسده، وكان صحيفة استعجمت وعهدت مقروءة، وعينا (3) لميورقة أصبحت مفقودة مفقوءة (4).
صفحہ 90