(ذكر ما ورد على مولانا السلطان من آخبار الروم بعد عوده من سيس)4
لما عاد مولانا السلطان من سيس ورد أمر أبغا إلى تقونوين وإلى السلطان غياث الدين وإلى معين الدين البرواناة يستدعيهم إليه ، فخرجوا من الروم في ذي الحجة من السنة الخالية وتوجهوا إليه فوصلوا إلى أرزن الروم ، فصادفوا أجاي عايدا من عند أبغا إلى الروم ، فداخلهم منه رعب وخوف ، فقدموا له هدايا كثيرة ليطفثوا بها عنهم نار شره ، وبزوا وجه مكره وختره ، ثم فارقوه ، وكان في صحبتهم فسيس يدعى مرحسيا سركيس كان أبغا يكرمه ويؤثره ، فوصلوا إلى أبغا في أوايل المحرم من هذه السنة وكان حينئذ بأرمو ، من بلاد أذر بيجان ، نازلا في الدار التي كان أبوه هولاكو أنشأها وأنشأال جانبها كنيسة عظيمة لزوجته طقز خاتون ، وكانت بواطن جدرانها مصفحة بصفايح الذهب المرصعة بأنواع الجواهر . فلما مثلوا بين يديه فيها أتحفوه بما كان معهم من الهدايا ، فكان أول ما قبل هدية مرحسيا وكان في جملتها جواشن مبدعة الصنعة فأعجبته وفرقها على خواصه ، ثم سأل السلطان غياث الدين عن أبيه فقال له : " أبوك مات أو قتل؟ " ، وكان قصده بذلك أن يأخذ به من قتله فقال : "مات !"، فردد عليه القول مرارا ، وهو لا يغير الجواب الأول .
ذكر عود الوزير خواجا علي إلى وزارته
واتفق أن خواجا علي كان قد تقدم عنهم بالمسير إلى أبغا فاجتمع بهم عنده ، فتوسط له تقونوين عند أبغا في عوده إلى الوزارة ولولديه تاج الدين ونصير الدين في أن يرد عليهما إقطاعهما على أن يبذل في كل سنة ألفي بالشت وسبع ماية فرس يستظهر ها على ما كان يحمل إليه من بلاد الروم ، فأجاب إلى ذلك وخلع عليه وعلى ولديه ثم عادوا . فلما حلوا بسيواس بلغهم ان اجاي ضرب نواب البرواناة وضرب ضياء الدين محمود] بن الخطير واستأصل أموالهم وتعرض لمن سواهم من الأعيان وعسفهم وظلمهم ، فكتبوا الى ابغا بذلك فبعث إليه يستدعيه .
صفحہ 122