تاريخ الملک الظاہر

ابن شداد d. 684 AH
195

تاريخ الملک الظاہر

تاريخ الملك الظاهر

اصناف

وعلى الرعايا والممالك بعده

ذله الأسى وغضاضة المتنصف

فجعت بكافلها وكافيها فمن

تدعو ليوم الشدة المتخوف

من للمعاقل فاتحا أو حاميا

مضاء عزم للصوارم مرهف

من للسوابح والبحار دم الطلى

والشهب تظهر في العجاج وتختفي

مستورة بدم النحور حجولها

والبيض تحزر والغوافي تغتفي

يا للنوادب والرجال لحادش

جلل لأشتات الهموم مؤلف

فقدوه فقد العين ناظرها لقد

موا بحيرة فاقد متلهفا

شمل الأسى فيه شمول صنيعه

وسرى النواح إلى الحمام الهتف

عز العزاء وكيف لأ ومصابه

من عظمه للعقل غير مكيف

فالوجد غير مفارق والصبر غي

ر مراجع والدمع غير مكفكف

دفنوا اللواعج في القلوب بدفنه

رى الكآبة بالرزية لا تفي

في ليلة غارت عيون نجومهسا

أسفا وهل عذر لمن لم يأسف

لبست عليه حدادها وبكت أسي

وبمن بكاه من الورى لم تكتفي

فضل الملوك وسادهم بعوارف

ومفاخر من قبله لم تعرف

همم على هام النجوم محلها

أشد رأي في الخطوب وأحصف

زينت صحيفته باية سيفه

لما استشار به لأهل المصحف

من لا يذوب (أسي) عليه فؤاده

ويشيب فوداه فليس بمنصف

ملك الممالك والكنوز وحظه

منها بلاغ العف لا المتعفف

لم تلهه الدنيا ولا أصبته به

جتها ولا ملكت هواه بزخرف

وأبت له الهمم العلية أن

يوضى وحاشاه بعيش المترف

فبغير أبكار العلى لم يحتلم

وبغير ذخر صالح لم يكلف

لم يخل في خلواته من نية

لله مثمرة لفعل مزلف

صفحہ 263