فإن الفاسي يحدثنا أن أبا نمي ما لبث أن نقض بعض الشروط الخاصة بالدعاء في الخطبة للمماليك ولعله كان متأولا الى أن يقول : حلف أبو نمي يمينه ولعله كان لا يضمر الوفاء وهو تأويل غير مستقيم (1).
وفي عام 683 هجم جماعة من آل قتادة على مكة واستطاعوا أن يجلو أبا نمي عنها ، ثم ما لبث أن عاذ اليها بعد أن اجلاهم ، ونحن نعتقد أن لهجوم آل قتادة علاقة بغضب مماليك مصر واستيائهم من أبي نمي.
ويؤيد ما نذهب اليه ما يذكره صاحب الارج المسكي تعقيبا على هذا الحادث فهو يقول ما خلاصته .. ثم ورد جيش من مصر مع الحاج لاخراج أبي نمي من مكة فمنعه أبو نمي من دخولها واغلق أبواب السور فاقتحم المهاجمون السور من جهة الشبيكة ففر أبو نمي هاربا من الباب الآخر الى منى ثم تربص لقائد جيش المماليك حتى قتله ثم أمر أن ينادي في الناس ان من قتل رجلا من المماليك فله فرسه وسلبه ففتكت العرب بجيش المماليك وأخذوا خيلهم وعاد الهاربون منهم الى مصر وذلك في نهاية عام 683 ومن الطبيعي أن يكون لوصول أخبار الهزيمة الى مصر أسوأ الأثر لدى صاحبها المنصور قلاوون وأن يأمر بتجنيد حملة لاستئصال أبي نمي وقد فعل ذلك وعزم على قيادة الجيش بنفسه الى مكة لولا أن ثبطه عالم في مصر كان معروفا بتقواه وصلاحه فقد دخل عليه وهو يأمر بالتأهب فقال : الى أين تمضي بمقاتلتك؟ فقال : أمضي الى استخلاص الحرم من أبي نمي .. فقال إنك حسنت العبارة ولكن الناس لا يقولون هذا .. انهم يقولون انك ذاهب الى القتال في حرم الله وقتل أولاد الرسول ، فوقع ذلك من
صفحہ 297