وقد روى «هوارت
Huart » في «تاريخ العرب» أن الكتابات التي وجدت في تيماء هي أقدم جدا من الكتابات التي وجدت في مدائن صالح، والمظنون أنها ترجع إلى ست مئة سنة قبل المسيح، وهي خطوط بارزة كما هي خطوط العرب المحدثين بعكس سائر الخطوط السامية التي حروفها مجوفة.
السابع:
على ظن محققي الإفرنج أن الكنعانيين في الأمم السامية نزحوا من الجنوب وأوطنوا فلسطين وأن الفينيقيين جاءوا من شواطئ خليج فارس الغربية وأقاموا على شواطئ الشام، واستدلوا على أن أصل الفينيقيين هو من شواطئ، خليج فارس بوجود النواويس - أي القبور المنحوتة في الصخور - في وطن الفينقيين الأصلي كما في سواحل سورية، وكذلك الرعاة في مصر كانوا عربا فتحوا قسما من وادي النيل وخرجت منهم ملوك، وقد ثبت أن الأشوريين في حروبهم مع المصريين قد تكلموا عن العرب ووجدت لذلك آثار في كتاباتهم الخزفية.
وقد جاء في هذه الآثار وجود دولتين في شمالي جزيرة العرب يقال لإحداهما «موصري
Mousri » وللأخرى «ملوحة
Melouhha » ولم يعلم شيء عن ملوحة هذه، ولكن ظهر أن دورة موصري هي المستعمرة المعينية التي كانت في شمال الحجاز فإن تغلاط بيلسر الثالث ملك الآشوريين الذي عاش بين سنة 745 و727 قبل المسيح كان قد غزا العرب في شمالي الحجاز.
فهذه لمحة دالة مما يتعلق بالعرب وتاريخهم القديم، يقدر أن ينشد منها القارئ مظان البحث.
ولكن الذي لم أجده حتى الآن في كتب الإفرنج هو أصل اشتقاق لفظة «عرب» ومن أين جاءت، فعلماء العرب قالوا: إن هذه اللفظة جاءت من قولهم أعرب من الشيء أي أبان عنه، سمي العرب بذلك لفصاحتهم وحسن إعرابهم عن مقاصدهم. وقيل: إنهم انتسبوا إلى ناحية بقرب المدينة المنورة اسمها عربة، وذلك أن أولاد إسماعيل نشئوا بهذه الناحية فسموا عربا، ثم غلب الاسم على الجميع، ورد على هذا القول بأن الغالب هو أن أسماء الأرضيين والبلاد تنقل من أسماء ساكنيها أو من صفة ثابتة لها، ولم يعهد أن الناس أخذت أسماءها من الأرض التي نزلت فيها إلا على وجه النسبة، والأكثرون على أن اشتقاق لغة «العرب» هو من مادة الإعراب أي الإبانة عن الضمير، وذلك لما اتصفت به هذه الأمة من حسن البيان، وبلاغة التعبير ومن كون لغتهم هي أشرف اللغات والله أعلم.
الترك
نامعلوم صفحہ