تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط

شكيب أرسلان d. 1368 AH
56

تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط

تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط

اصناف

149

فإن هذه المدينة كان فيها مطران ينتسب إلى عائلة نبيلة، يقال له: «أبيول»

150

اشتهر بالفضائل والكمالات حتى جعلوه في مصاف القديسين، فهذا المطران عندما سمع بإيجاف العرب قاصدين بلده بدأ بتحصين البلدة، وهيأ أسباب الدفاع عنها، بحيث لما وصل العرب إليها وأخذوا يقذفونها بقذائف منجنيقاتهم كان أهاليها يرمونهم من أعالي الأسوار بأجزاء محرقة كانت تلتهب بها آلاتهم الحربية.

قال «رينو»: إلا أنه يعترضنا في هذه الروايات كون المؤرخين الذين ذكروها لم يصرحوا بأن أصحاب هذه الغارات كانوا من السرازين

151

ولا ثمة لفظة تدل على أن الذين فعلوا هذه الأفاعيل هم مسلمون بدون شك، بل كان المؤرخون يشيرون إليهم بقولهم : «فندال»

152

وطالما كانوا يطلقون هذا الاسم في النصف الأول من القرن العاشر على المجار عندما جاء هؤلاء إلى ألمانية ودخلوا إلى فرنسة واكتسحوا «الألزاس» و«اللورين» و«فرانش كونتي» و«برغونيا» و«شمبانيا» وغيرها.

ثم يعود رينو، فيقول: إنه على كل حال قد تحقق مجيء العرب إلى فرنسة وتغلغلهم في أحشاء البلاد وأنهم لم يكن لهم خطة مرسومة معينة في مغازيهم ومراميهم، وأنهم لم يجدوا في البداية من أهل فر نسة إلا مقاومة واهية وعزما غير جميع. نعم تختلف فرنسة عن إسبانية في هذا الباب بأن إسبانية وجد فيها من انضم إلى العرب وسعى بين أيديهم ودان بدينهم، وأما في فرنسة فإذا استثنينا بعض أشخاص لا يعرفون معنى للدين ولا للوطن لم يوجد من الأهالي فئة كان لها شيء من الوجاهة والنبالة رضيت بأن تنحاز إلى العرب أو أن تصبأ عن دينها، بل إنه في وسط مدينتي أربونة وقرقشونة، حيث أقام العرب مدة طويلة، بقي الأهلون متمسكين بدينهم المسيحي لا يرضون به بدلا.

نامعلوم صفحہ