تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
اصناف
فإن أودى معاوية بن صخر
فبشر شعب رأسك بانصداع أ.ه.
ثم نقل أحمد فارس عن المؤلف الفرنساوي بوليه أن قاعدة مالطة سميت باسم الأمير لافاليت رئيس طريقة الفرسان، ولد في سنة 1494 ومات سنة 1568 وكان شهيرا بالبأس، وأول ما استولى عليه من الجزيرة عند محاصرته المسلمين بها برج «سانت المو» ثم قوي عليهم وأخرجهم منها أ.ه. قلت: إن هذه الرواية تخالف ما جاء في الإنسيكلوبيدية الإسلامية من كون مالطة خرجت من أيدي المسلمين سنة 1090 إذ ينبغي من هذه الرواية أنه كان فيها مسلمون في أواسط القرن السادس عشر للمسيح، وأنه كانت في أيديهم حصون وأبراج، ولولا ذلك ما قيل: إن الأمير لافاليت أخرجهم منها.
وأما اسم مالطة فجاء في كتاب أحمد فارس: إن اليونانيين سموها مليته، واشتهر ذلك سنة 828 قبل الميلاد، ومعنى ميليته أو ميليسه في لغة اليونان النحل فحرف المسلمون ذلك وقالوا: مالطة، قال: وزعم قوم أنها سميت باسم ميليته ابنة دوريس، وهو مشتق من ميليت في السريانية، وهو اسم إله، ولا يبعد أن يكون ذلك في اللغة الفينيقية أيضا، قال: وممن ذكر مالطة من الشعراء الأقدمين أوميروس وأوفيديوس ويفهم من كلام الأول أن القبيلة التي يقال لها: «ألفپا كونس» هم أول من استوطنوا هذه الجزيرة، وكانوا ذوي قوة وبأس، ثم خلفهم الفينيقيون، وهم من جهات صور وصيدا، وذلك سنة 1519 قبل الميلاد، فلبثوا فيها نحو أربعمائة وخمسين سنة، حتى تغلب عليهم الإغريقيون ثم سلموها للقرطجنيين، وذلك نحو سنة 528 قبل الميلاد، ثم جاء من بعدهم الرومانيون سنة 283 من التاريخ المذكور، وأعظم ما حدث في أيامهم قدوم ماربولس، وانكسار السفينة به وبمن كان معه، وذلك سنة 58 للميلاد، في موضع يقال له الآن: خليج ماربولس، ومنذ ذلك الوقت تنصر أهل الجزيرة، ثم بعد الرومانيين استولت قبيلة «الفندلس» ثم «القوث» ثم «البليساريون» وألحقوها بحكومة البلاد الشرقية وبقيت كذلك إلى سنة 780 فأخذوه في هضم الرعية، فقاموا عليهم وسلموا الجزيرة للمسلمين. أ.ه. ملخصا.
قلت: يريد بالقوث أمة القوط الذين كانوا غلبوا على إسبانية، وبالفاندالس الأمة التي كانت أيضا غلبت على إسبانية وإفريقية، وأما البليساريون فهم قوم بليسار
Belisaire
وكان من قواد الإمبراطور يوستنيانوس صاحب بيزنطية، ولد سنة 490 وفي سنة 533 غزا الفندلس في إفريقية، واستولى على قرطاجنة، ثم غزا أيضا القوط عندما كانوا في إيطالية واستولى على صقلية ونابولي ورومة، ولعله في هذه الغزاة استولى على مالطة، ثم قال أحمد فارس: ذكر في كتاب الجمع والبيان في أخبار القيروان: إن مالطة فتحت في أيام أبي الغرانيق محمد بن أحمد بن محمد بن الأغلب، توفي سنة إحدى وستين ومائتين، وإنما لقب بالغرانيق لأنه كان مشغوفا بالصيد، روي أنه بنى قصرا في السهلين، لصيد الغرانيق أنفق فيه ثلاثين ألف دينار ، فكني بهذه الكنية، فعلى هذا فلا معنى لقول المؤلف (أي المؤلف الذي نقل عنه أحمد فارس): وسلموا الجزيرة للمسلمين. أ.ه. يريد أحمد فارس أن يقول: إن المسلمين أخذوها فتحا.
ثم نقل صاحب «الواسطة في معرفة أحوال مالطة» عن ذلك المؤلف بقية حوادث مالطة، فقال: ثم قام الأمير روجر النورماندي بعدها بمائتي سنة، واسترد الجزيرة وألحقها بصقلية، فبقيت كذلك نحو سبعين سنة، ولما تزوج القيصر هنري السادس قيصر جرمانية ولية عهد صقلية دخلت مالطة في حكومته، وذلك سنة 1266 وبقيت كذلك اثنتين وسبعين سنة، وفي أثناء ذلك ولي أخو لويس ملك فرنسة حكم صقلية ومالطة معا، وبعد سنتين تغلب عليه الأمير بطرس الأراغوني، ثم آل أمرها إلى الملك كرلوس ملك صقلية فولى عليه الفرسان من نظام ماريوحنا برضى الأهلين واتفاق دول أوربا، ثم لما نبغ نابليون واستولى على البلاد سلمت له الجزيرة على أن يرخص للأهلين في التصرف بحقوقهم، إلا أن الفرنسيس لم يلبثوا أن هتكوا بعض السنن القديمة، وانتهكوا حرمة الكنائس، فتحزب عليهم المالطيون تحزبا لم يخل من سفك دم كثير منهم وتلف أموالهم، إلى أن أتت الإنكليز فسلموها لهم وكان ذلك سنة 1800.
قلت (أي قال أحمد فارس): لما دخلها نابليون وجد فيها ألفا ومائتي مدفع ومائتي ألف رطل من البارود وأربعين ألف بندقية وعدة بوارج و4500 أسير من المسلمين فأطلقهم، وذلك سنة 1798.
ثم رجع الشدياق إلى النقل عن المؤلف الذي نقل عنه فقال: إن أخذ المسلمين لمالطة كان من باب المصادفة أولى منه من المغالبة، وعاملوا الأهلين أولا بالرفق والمياسرة، وقرروا سننهم وأحكامهم، وامتزوجوا بهم للغاية، حتى كأن الجيلين واحد، كما يتبين من بقاء لغتهم فيهم.
نامعلوم صفحہ