الشيخ علي الروبي رحمه الله
هو ولي الله الشيخ علي الروبي، تقول العامة عنه: «إنه من نسل روبيل النبي»، ويقول بعضهم: «إنه كان رومي الأصل فأسلم وصار وليا، وإنه لم يكن من الفيوم بل من بلاد الروم، وإنه مات هناك فلما خرجوا بجنازته طار من بين أيديهم بنعشه وجاء الفيوم، وإن الناس رأوه طائرا بنعشه وهو حي قاعد فيه، فقال لهم إنه أتى من بلاد الروم، ثم نزل في مكان دفنه المعلوم الآن»، وهذا بعيد عن الصحة، أما القول الأول فجائز.
ولهذا الولي مولد عظيم هو أكبر موالد الفيوم يستغرق النصف الأول من شهر شعبان، تأتيه الناس من كثير من بلاد القطر، فتزدحم شوارع المدينة وخصوصا في وسطها حيث مكان الضريح والجامع. ولهذا المولد فائدة في ترويج بعض أصناف التجارة، غير أنه يعمل به كثير من الموبقات، كما يعمل في غالب موالد الأولياء في أنحاء القطر المصري، وذلك مثل شرب الخمور جهارا، والحشيش، ورقص العاهرات في وسط حفلات الرجال، والحكومة لا تمنع ذلك، فعساها تحظر على الناس ارتكاب هذه المعاصي! فإن نفس الأولياء ينكرون هذه الأمور ويحرمونها.
الفصل الأدبي من القسم الثالث
نثبت في هذا الفصل بعض النظم والنثر من المحررات التي وردت إلينا، أو صدرت منا، أو التي يكون فيها وصف أشياء تختص بالفيوم، وذلك بين سجع وشعر وزجل، وقد قصدنا بذلك تفكهة القارئ لتاريخنا بعبارات أدبية.
فمن ذلك ما كتبه إلينا حضرة صاحب البيان، ورب التبيان، المطاول لسحبان، والمفتخر بمقاله على حسان، نابغة هذا الزمان، وعلامة ذوي العرفان، الذي أتى في كلامه بالعجب العجاب، فسحر الأذهان وخلب الألباب، وهو الأستاذ الفاضل، والعالم الكامل، الشيخ محمد النجار، أحد أساتذة نظارة المعارف، وصاحب جريدة «الأرغول» الغراء، وذلك من نوع المواليا، قال:
يا بو خليل يا جليل القدر يا منصان
يا نور عيوني وإنسان كل عين إنسان
صبك من الصد صب الدمع لك خلجان
وفاض على الخد منه الدر والمرجان
نامعلوم صفحہ