ولما قتل خليل أفندي الرجاني الدفتردار وكتخداي بك في حادثة مقتل طاهر باشا، التجأ إليه أخو الدفتردار وخازنداره وغيرهم، فواساهم حتى سافروا إلى بلادهم. ولم يزل على شهرته إلى أن توفي في شهر ذي الحجة من سنة أربع وعشرين ومئتين وألف، ودفن بالمجاورين، رحمه الله تعالى!
عبد الله بك السيد العجماوي
هو العالم الإداري المهندس عبد الله بك السيد الفيومي العجماوي، دخل مدرسة الألسن بالقاهرة تحت نظارة رفاعة بك، وأتقن فنون الإدارة الملكية، وشهد له أقرانه بالألمعية والعرفان، وسافر إلى بلاد فرنسا ليتقن علم الإدارة، فأقام هناك مدة طويلة حتى تمكن غاية التمكن، وحضر إلى مصر بالشهادات الكافية، فتعين أولا لتدريس علم الإدارة بالمحروسة، ثم توظف بمدرسة المهندسخانة ببولاق، ثم جعل من أعضاء القومسيون - اللجنة - الذي تشكل في عهد المرحوم عباس باشا للنظر في دعوى أقامها على الحكومة شخص إفرنكي يدعى الخواجه روشتي، تتعلق بمادة احتكار صنف السنامكي، ثم جعل ناظرا على قلم التوصيات بالخزينة المصرية، ثم رئيسا على مجلس التجار بالإسكندرية، ثم توظف في عهد أفندينا الخديو الأسبق إسماعيل باشا بجملة وظائف بالمالية والداخلية، وتصفية القومبانية الزراعية، وأرسل في مأموريات مهمة إلى بلاد أوربا من طرف الحضرة الخديوية، ثم عين عضوا بمحكمة الاستئناف بالإسكندرية.
الشيخ محمد الصوفي رحمه الله
قال سيدي عبد الوهاب الشعراني في «الطبقات الكبرى»:
الشيخ العارف بالله تعالى محمد الصوفي، رحمه الله، نزيل مدينة الفيوم، كان رضي الله عنه من أكابر العارفين، يأكل من عمل يده بالحياكة وغيرها، ولا يقبل من أحد شيئا، وكان يحل مشكلات الشيخ محيي الدين بن العربي بأفصح عبارة، ومن كلامه، رضي الله عنه: «اعلم أن السير في الطريق سيران: سير إلى الله وسير في الله، فما دام السالك في المسالك الفانية التي هي طريق العدم فهو في السير إلى الله، فإذا قطع كرة الوجود صار إلى المعبود، ولم تكن هذه الرتبة إلا من طريق الأسماء، كما أشار إلى ذلك سيدي عمر بن الفارض، رضي الله عنه، بقوله:
على سمة الأسماء تجري أمورهم
وإن لم تكن أفعالهم بالسديدة
ففي البداية أنت أنت والاسم الاسم، وفي وسط الطريق تارة أنت وتارة الاسم، وفي النهاية أنت ولا اسم، فإن التخلق به يظهر فعله على ناسوتك لقوته، فلا يرى منك إلا فعل الاسم، فالمرئي أنت لا الاسم لقصور نظر الرائين، وأما النافذ البصر فهو يعرف قوة الإكسير، يرجع صاحب هذا المقام به من غير مفارقة ولا بعد مسافة ولا قربها»، قال: «وثم مقام يدخل به العبد إلى حضرة الرب من غير واسطة أسماء»، وأطال في ذلك بكلام يدق على العقول، رضي الله عنه، وكان يقول: «طي المعاني مجال أهل العلم الأكبر، وطي المحسوسات مجال أهل العلم الأصغر»، وكان يقول: «الصفات وإن كانت راجعة لعين واحدة فبعضها متوقف على بعض توقف ظهور لا توقف إيجاد؛ لأنها زمام الباطن من حيث الظاهر، والباطن زمام لها من حيث إن الفيض لها لا يكون إلا منه، وانظر كم شخص يقول لا إله إلا الله فلا يحصل له فتوح أهلها.»
المؤلف: ضريح هذا الولي في الجهة الغربية من المدينة، ويعمل له في شهر رجب مولد صغير، وله جامع بالقرب منه منفصل عنه.
نامعلوم صفحہ