وعندما رأى العباسيون الرايات راجعة ظنوها هزيمة فعادوا إلى المعركة وانهزم أصحاب عيسى بن زيد الذين كانوا معه في الميمنة وثبت عيسى يقاتل، واقتتل الناس قتالا شديدا فلما كان آخر النهار رفع إبراهيم (ع) المغفر من شدة الحر فجاءه سهم غادر فاعتنق فرسه، وأحاطت به الزيدية وأنزلوه من فوق فرسه. ورأى عيسى بن موسى ذلك التجمع فقال: ويحكم على ماهؤلاء وهجموا عليهم وحزوا رأسه، وبعثوا به إلى أبي جعفر المنصور في، وكان ذلك في 25 من ذي القعدة سنة (( 145ه )). وهكذا كانت النهاية المؤلمة لثورة إبراهيم بن عبدالله (ع). وقد بقيت عالقة في الأذهان تروى للأجيال قصة استشهاد بطل وزعيم من زعماء أهل البيت قدم نفسه في سبيل الله من أجل أن تحيا الأمة حياة الحرية والعدالة.
بعد المعركة
لما قتل (ع) قال سفيان الثوري: (( ما أظن الصلاة تقبل، إلا أن الصلاة خير من تركها (1) [يريد من لزمه الخروج ولم يخرج]. وسئل شعبة عن القيام مع إبراهيم (ع) فقال: (( والله لهو عندي بدر الصغرى.[وسميت المعركة بهذا الاسم].
كذلك سئل أبو حنيفة أيهما أحب إليه بعد حجة الإسلام الخروج مع إبراهيم أو الحج فقال: غزوة بعد حجة الإسلام أفضل من خمسين حجة (2) .
وقال ابو إسحاق الفزاري لأبي حنيفة: (( ما اتقيت الله حيث أفتيت أخي في الخروج مع إبراهيم بن عبدالله بن حسن حتى قتل )) فقال لي: (( قتل أخيك حيث قتل يعادل قتله لو قتل يوم بدر )) (3) .
مأساة أهل البيت
بقي أهل البيت (ع) في سجن أبي جعفر المنصور منذ حبسهم (4) ومنهم.
صفحہ 93