83

تاریخ

التاريخ

اصناف

واتخذ في الجنان ظلا ظليلا وخرج من سجنه وهو قوي العزيمة شديد الإصرار على مواصلة الجهاد وبلغ خبره نصر بن سيار فأرسل إلى عمرو بن زرارة الوالي على نيسابور وأمره بقتال يحيى (ع). وتوجه عمرو لقتاله ويحيى (ع) في مائة من جيشه وعمرو في خمسة آلاف مقاتل فنصحهم يحيى(ع) وقال لعمرو: (( انصرف فإني لست أريدك، ولا أريد شيئا من عملك وإنما أريد بلخ وناحيتها ولا أريد مرو فتنح عني )) فأبى عمرو. وقاتل يحيى (ع). فقاتلهم(ع) قتالا شديداوانهزم الجيش الأموي وقتل عمرو بن زرارة.

واغتم نصر لذلك وبعث جيوشا لقتال يحيى (ع). وكان يحيى قد وصل الجوزجان فدارت بينهم معركة لمدة ثلاثة أيام. ولما رأى يحيى (ع) كثرة العدو وقلة أصحابه قال لهم: (( أنتم في حل من بيعتي فمن شاء أن يثبت معي فليثبت، ومن شاء أن يرجع فليرجع، أما أنا فلست بارحا هذا الموضع حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا )). فقال له أصحابه: (( والله لانفارقك يا ابن رسول الله أبدا حتى لايبقى منا أحد )). فقال: (( جزاكم الله خيرا من قوم فلقد قاتلتم ووفيتم )). ووقفت تلك القلة التي لاتتعدى المائة والخمسين مقاتل معه حتى قتلوا جميعا. وأصابه سهم في جبهته فسقط شهيدا. واحتز رأسه سورة بن محمد الكندي. ثم بعثوا برأسه إلى الوليد بن يزيد، أما جسده الشريف فصلبوه على باب مدينة الجوزجان. وبعث الوليد برأسه إلى أمه في المدينة فلما وضع في حجرها نظرت إليه قائلة: (( شردتموه عني طويلا، وأهديتموه إلي قتيلا، صلوات الله عليه بكرة وأصيلا )) وبقي مصلوبا إلى أيام أبي مسلم الخراساني فأنزله وغسله وأقام الناس الحزن عليه أسبوعا. وكان مقتله عليه السلام يوم الجمعة في شهر رمضان سنة (126 ه) (1) .

صفحہ 83