العباس بن علي رمز من رموز البطولة والفداء والتضحية على أرض كربلاء وقف العباس كالطود الشامخ وقاتل قتال الأبطال، ونفذ من بين الجموع إلى الفرات واستجلب الماء إلى الخيام.
وقبل نهاية المعركة كان قمر بني هاشم وحيدا مع أبي عبدالله فاستأذن الحسين (ع) وودعة وأقبل على جيش عمر بن سعد يحصدهم ويمرق بين صفوفهم وأجهده العطش ووصل الى الفرات ورفض أن يشرب قبل أن يحمل للحسين(ع) ماء فشد عليهم ولكن القوم حالوا بينه وبين وصول الماء إلى الحسين (ع) واعتورته السيوف والرماح من كل جهة حتى مزقته. وكان آخر قتيل ودعه الحسين(ع).
يقول القاسم بن نباته: رأيت رجلا من بني أبان بن دارم أسود الوجه وكنت أعرفه جميلا شديد البياض قفلت له: ما كدت أعرفك.
قال: إني قتلت شابا أمرد مع الحسين بين عينيه أثر السجود، فما نمت ليلة منذ قتلته إلا أتاني فيأخذ بتلابيبي حتى يأتي جهنم فيدفعني فيها فأصبح فما يبقى أحد في الحي إلا سمع صياحي. قال: والمقتول العباس بن علي (ع).
أطفال كربلاء
كان أطفال كربلاء قد تربوا على الصدق والطهارة فكتبوا بدمائهم صفحة جلية في طريق الحق والحرية والكرامة.
مواقف عديده لأطفال الإيمان وناشئة الإسلام في كربلاء وهنا بعضها:
أحاط القوم بالحسين (ع) وأقبل إليه غلام من أهله فأخذته زينب (ع) فقال لها الحسين(ع) احبسيه. فأبى الغلام وأقبل يعدوا إلى أبي عبدالله ووقف إلى جنبه، وأهوى أبجر بن كعب بالسيف على الحسين (ع).
فصاح الغلام فيه: أتقتل عمي يا ابن الخبيثة واتقى ضربة السيف بيده فأطنها إلى الجلد وبقيت معلقة فنادى الغلام: يا أماه فأخذه الحسين(ع) وضمه إليه وقال: يا ابن أخي احتسب فيما أصابك الثواب، فإن الله ملحقك بآبائك الصالحين برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحمزة وعلي وجعفر والحسن (1).
صفحہ 67