علي بن الحسين(ع) هو علي بن الحسين الأكبر على رأي أكثر المؤرخين خرج مع أبيه ولما قرب من كربلاء خفق خفقة، ثم انتبه وهو يقول: (( إنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد لله رب العالمين )) فقال علي (ع): يا أبت جعلت فداك مم حمدت واسترجعت؟ قال يا بني إني خفقت خفة: فرأيت فارسا على فرس فقال: القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم فعلمت أن انفسنا نعيت إلينا. فقال: يا أبت لا أراك الله سوءا ألسنا على الحق؟ قال: بلى والذي يرجع إليه العباد قال: إذن لا نبالي أوقعنا على الموت أو وقع الموت علينا.
وفي أرض كربلاء دنا علي بن الحسين من والده وعمره لم يتجاوز الثامنة عشرة واستأذنه في القتال فأرخى الحسين سلام الله وصلاته عليه عينيه وقال: ((اللهم كن أنت الشهيد عليهم وقد برز إليهم غلام أشبه الخلق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتقدم علي وهو يقول:
أنا علي بن الحسين بن علي
من شبث ذاك ومن شمر الدني
ضرب غلام هاشمي علوي
نحن ورب البيت أولى بالنبي
أضربكم بالسيف حتى يلتوي
ولا أزال اليوم أحمي عن ابي
تالله لا يحكم فينا ابن الدعي
وفي كل مرة يعود إلى أبيه فيقول: يا أبت العطش. فيقول الحسين(ع): إصبر حبيبي فإنك لا تمسي حتى يسقيك رسول الله (ع) بكأسه.
وحمل على القوم بشجاعة ضارية وفي كل مرة يقتل أبطالهم ويفرق صفوفهم وتكرر ذلك منه عدة مرات، وفي إحدى كراته تلك غدر به مرة بن منقذ العبدي وطعنه برمحه، وتعاورته السيوف من كل جانب فنادى: يا أبتاه عليك السلام هذا جدي يقرؤك السلام ويقول: عجل القدوم إلينا. وفارق الحياة شهيدا فقال الحسين (ع): (( قتل الله قوما قتلوك يا بني ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة رسول الله، على الدنيا بعدك العفا، وكان علي أول قتيل من بني هاشم.
صفحہ 66