Tarajim al-Muʾallifin al-Tunisiʾin
تراجم المؤلفين التونسيين
ناشر
دار الغرب الإسلامي
ایڈیشن نمبر
الثانية
اشاعت کا سال
١٩٩٤ م
پبلشر کا مقام
بيروت - لبنان
اصناف
أحمد بن إبراهيم بن عبد الحق الغساني التونسي المولد الأندلسي الأصل (١) وكان يكتب العلامة بالخط المشرقي (٢) بما نصه: «من الأمير أبي زكريا ابن الشيخ أبي حفص» (٣) وطلب من ابن الأبّار أن يقتصر على إنشاء الرسائل وكتابتها وأن يدع كتابة العلامة فيها لأحمد بن ابراهيم الغساني فلم يمتثل ما أمر به فبقي يكتب العلامة فعوتب في ذلك وروجع فاستشاط غضبا ورمى بالقلم من يده وأنشد متمثلا ببيت المتنبي:
أطلب العز في لظى وذر الذل ... ولو كان في جنان الخلود
وحمل الخبر إلى السلطان فصرفه عن العمل وأمره بلزوم بيته.
وقد عزا بعض الباحثين (٤) نكتبه إلى أن سعاية بعض حساد ابن الأبّار من أهل تونس ممن ساءهم أن يروا المهاجرين الأندلسيين يحتلون أرفع المناصب في الدولة الحفصية ويزاحمونهم عليها بما يملكون من ثقافات ومواهب، أي أن هناك نزعة بلدية ضيقة لا تنظر بارتياح إلى تسنم الوافدين الغرباء من الأندلسيين أعلى المناصب وأن في هؤلاء غرورا واعتدادا بأنفسهم وثقافتهم وكونهم أهلها وأحق بها من غيرهم.
وليس هذا صحيحا من كل وجه لأن ابن الغماز البلنسي ابن بلدة ابن الأبّار وتلميذ أبي الربيع الكلاعي مثل ابن الأبّار تولى قضاء الجماعة بتونس (ما يعادل بعض اختصاصات وزير العدل الآن) مرات وكتابة العلامة الكبرى، ولم تحدث له مشاكل أو سعايات لأن ابن الغماز كان رجلا هادئا عاقلا رزينا رضي الأخلاق، بعيدا عن مزالق فلتات اللسان والغرور والادعاء.
وكان محل تقدير من جميع الأوساط، ولما مات تأسف الناس لفقده فرثوه بقصائد كثيرة جمعت في تأليفين لرجلين.
إن إخفاق ابن الأبّار مردّه إلى حدة طباعه وسوء أخلاقه وغروره وعدم تحرزه من فلتات لسانه ومما يدل على عدم تحرزه من فلتات لسانه وعدم تقديره لما ينجرّ عنها من نتائج غير سارة، أنه لما قدم من بلنسية في الأسطول نزل ببنزرت وخاطب الوزير ابن أبي الحسين بغرض رسالته ووصف أباه في عنوان مكتوبه «بالمرحوم» ونبّه على ذلك فضحك وقال: «إن أبا لا تعرف حياته من موته لأب خامل» ونمي ذلك إلى الوزير فأسرّها في نفسه وراح يكيد له، وابن
_________
(١) انظر مستودع العلامة ص ٢٩.
(٢) كان الخط في العصر الحفصي قريبا جدا من الخط المشرقي النسخي إلا في بعض الفروق اليسيرة. ومن الوثائق الباقية المكتوبة في أوائل هذا العصر نسخة من الموطأ كتبت في عصر السلطان أبي زكريا الأول، وعليها خط الشيخ محمد بن عبد الجبار الرعيني السوسي (ولعلها الوثيقة الوحيدة التي بها خطه) للمصادقة على المقابلة والتصحيح، والنسخة موجودة بالمكتبة الوطنية بتونس، وأصلها من مكتبة الشيخ علي النوري بصفاقس.
(٣) تاريخ الدولتين ٢١.
(٤) صالح الأشتر مقدمة «إعتاب الكتّاب» ص ١٤. د. حسين مؤنس مقدمة «الحلة السيراء» ص ١٤.
1 / 18