وقد ذكرة أيضا أبو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني مما يدل على أنه بلغ ظهور العلم بالنص وتألم بني هاشم من المتقدمين على علي بن أبي طالب عليه السلام في الخلافة إلى أن صار ذلك يروى بمحضرهم رؤس الأشهاد ويروى ويستحسن من قائله ويتبع قوله.
وذكر أبو الفرج في الأغاني بإسناده قال: حدثني أبو سليمان التاجي، قال: جلس المهدي يوما يعطي قريشا صلات أمر لهم بها وهو ولي عهد، فبدأ ببني هاشم ثم بسائر قريش، فجاء السيد الحميري فدفع إلى الربيع رقعة مختومة وقال: أن فيها نصيحة للأمير فأوصلها إليه، فأوصلها فإذا فيها مكتوب:
قل لابن عباس سمى محمد * لا تعطين بني عدي درهما أحرم بني تيم بن مرة أنهم * شر البرية آخرا ومقدما أن تعطهم لا يشكروا لك نعمة * ويكافئوك بأن تذم وتشتما وأن ائتمنتهم أو استعملتهم * خانوك واتخذوا خراجك مغنما ولئن منعتهم لقد بدؤكم * بالمنع إذ ملكوا وكانوا أظلما منعوا تراث محمد أعمامه * وبنيه وابنته عديلة مريما وتأمروا غير أن يستخلفوا * وكفى بما فعلوا هناك مآثما (1) لم يشكروا المحمد أنعامه * أفيشكرون لغيره أن أنعما والله من عليهم بمحمد * وهداهم وكسا الجنوب (2) وأطعما ثم انبروا لوصيه ووليه * بالمنكرات فجرعوه العلقما قال: وهي قصيدة طويله حذفت باقيها لقبيح ما فيه. فرمى بها إلى ابن عبيد الله الكاتب للمهدي ثم قال: اقطع العطاء فقطعه، وانصرف الناس، ودخل
صفحہ 29