فهذا تصريح منها بقولها جهارا بأن محمدا (ص) أوصى لعلي عليه السلام وكان علي وفيا بذلك وأنه كان بعد محمد خلفا منه.
ومن ذلك ما ذكره أيضا في وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقي على معاوية في شرح ما كانت تقوله في صفين في وصف علي بن أبي طالب عليه السلام: هلموا رحمكم الله إلى الإمام العادل والوصي التقي والصديق الأكبر، إنها أحن بدرية وأحقاد جاهلية وثب بها معاوية حين الغفلة ليدرك بها ثارات بني عبد الشمس (1).
ومن ذلك ما ذكرة أيضا في الجزء المذكور من كتاب العقد في وفود أروى بنت الحرث عبد المطلب على معاوية، فقال لها: كيف كنت بعدنا؟ فقالت: (2) بخير يا أمير المؤمنين، لقد كفرت النعمة وأسأت لابن عمك الصحبة، وتسميت بغير اسمك وأخذت غير حقك من غير دين كان منك ولا من آبائك ولا سابقة لك في الإسلام بعد أن كفرتم برسول الله (ص) فأتعس الله منكم الجدود وأضرع منكم الخدود ورد الحق إلى أهله ولو كره المشركون، وكانت كلمتنا هي العليا ونبينا هو المنصور، فوليتم علينا من بعده فأصبحتم تحتجون على سائر الناس بقرابتكم من رسول الله (ص) ونحن أقرب منكم وأولى بهذا منكم، فكنا فيكم بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون وكان علي عليه السلام بعد نبينا (ص) بمنزلة هارون من موسى، فغايتنا الجنة وغايتكم النار (3).
ومما يدل على ظهور النص على علي بن أبي طالب عليه السلام واشتهاره ما ذكره جماعه أصحاب التواريخ والعلماء
صفحہ 28