الكلام على البحيرات
البحيرة والبطيحة: بمعنى واحد وهي المياه المجتمعة التي هي في القدر دون البحار المذكورة، والبحيرات من الكثرة على وجه لا ينحصر، ولم ينقل في الكتب إلا بعضها فمنها: البطيحتان اللتان هما جنوبي خط الاستواء ومنهما نيل مصر وهما بطيحة غربية عند طول خمسين، والعرض: سبع درج جنوبي خط الاستواء ويدخل إليها خمسة أنهار تنحدر من جبل القمر وهي أصل نيل مصر على ما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى.
وبطيحة شرقية في جنوبي خط الاستواء ومركزها عند طول سبع وخمسين وعرض سبع درج عن جنوبي خط الاستواء، وهي شرقي البحيرة الغربية المقدم ذكرها ويدخل إلى كل واحدة من البطيحتين المذكورتين خمسة أنهار تنحدر من جبل القمر على ما سيجيء وصفه عند ذكر نيل مصر إن شاء الله.
بحيرة كورا
عن ابن سعيد قال: وهي بحيرة على خط الاستواء ويخرج منها نيل مصر شمالا ونيل مقدشو مشرقا ونيل غانة مغربا ويستدير بجهتها الشرقية الجنوبية جبل يسمى جبل المقسم، ومن تحته يخرج نيل مقدشو ويدخل إليها الأنهار الآتية من البطيحتين المقدم ذكرهما.
وأما الشريف الإدريسي فقد حكى ما قاله ابن سعيد من خروج نيل غانة من بحيرة كورا المذكورة، ثم قال وقد أنكر بطليموس ذلك وزعم أنه لا يخرج منها غير نيل مصر فقط، وأن نيل غانة مخرجه من تحت جبل هناك، وقال في كتاب رسم المعمور: إن هذه البحيرة- أعني بحيرة كورا- بطيحة مدورة عند خط الاستواء وقطرها جزءان ومركزها عند طول ثلاث وخمسين ونصف، والعرض: صفر وقيل: درجتان شمالا فيكون جانبها الغربي، حيث الطول:
اثنتان وخمسون وجانبها الشرقي، حيث الطول: أربع وخمسون بحيرة سودان
صفحہ 41