نحو خمسين درجة والطول تسع وسبعون ويقع في شماليه بلا الترك وجبل سياكوه وفي شماليه وغربيه يصب نهر الأثل النهر العظيم الذي يقال: إنه أكبر أنهار تلك البلاد.
وقد حكى لي بعض التجار الذين ركبوا هذا البحر: إنهم لما انتهوا في الشمال إلى آخره تغير عليهم الماء المالح الصافي بماء متغير اللون؛ فقيل لهم: هذا ماء الأثل، حيث اختلط بالبحر، قال: فشربنا منه فإذا هو حلو، قال: وبقينا سائرين في بحر حلو بعض يوم.
قال: وأخبرنا أهل تلك البلاد أن الأثل عند مصبه في بحر الخزر المذكور يصير ألف نهر ونهر قال: ثم اعترضنا في البحر غاب قصب، قال: ورائس المركب يعرف الطريق فيه فدخلنا في القصب وانتهينا إلى نهر من بعض الأنهار المتفرعة من الأثل وسرنا فيه حتى انتهينا إلى الشط.
وهناك قرية يقال لها: أسكي يرت ومعناه بالعربية المنزلة العتيقة قال: ثم سرنا منها في نهر الأثل حتى وصلنا إلى مدينة الصراي، وليس في هذا البحر جزيرة مسكونة فيها عمارة؛ ولكن فيه جزائر فيها مياه وغياض.
منها: جزيرة سياكوه وهي جزيرة كبيرة بها عيون وأشجار وليس بها أنيس.
ومنها: جزيرة بحذاء مصب نهر الكر بها غياض ومياه وهي كبيرة ويحمل منها الفوة الكثيرة إلى البلاد، وليس وراء أبسكون عليه مدينة سوى قرية واحدة.
صفحہ 40