89

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

ناشر

دار الكتب العلمية

پبلشر کا مقام

لبنان

﴿إِذْ هَمَّ قَوْمٌ﴾ أَرَادَ قوم يَعْنِي بني قُرَيْظَة ﴿أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ﴾ بِالْقَتْلِ ﴿فَكَفَّ﴾ فَمنع ﴿أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ﴾ بِالْقَتْلِ ﴿وَاتَّقوا الله﴾ اخشوا الله فِيمَا أَمركُم ﴿وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ على الْمُؤمنِينَ أَن يتوكلوا على الله
﴿وَلَقَدْ أَخَذَ الله مِيثَاقَ بني إِسْرَآئِيلَ﴾ قَرَار بني إِسْرَائِيل فِي التَّوْرَاة فِي مُحَمَّد ﷺ أَن لَا يعبدوا إِلَّا الله وَلَا يشركوا بِهِ شَيْئا ﴿وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَي عَشَرَ نَقِيبًا﴾ رَسُولا وَيُقَال ملكا لكل سبط ملك ﴿وَقَالَ الله﴾ لهَؤُلَاء الْمُلُوك ﴿إِنِّي مَعَكُمْ﴾ معينكم ﴿لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاة﴾ أتممتم الصَّلَاة الَّتِي فرضت عَلَيْكُم ﴿وَآتَيْتُمُ الزَّكَاة﴾ أعطيتم زَكَاة أَمْوَالكُم ﴿وَآمَنتُمْ﴾ أقررتم وصدقتم ﴿بِرُسُلِي﴾ الَّذين يجيئون إِلَيْكُم ﴿وَعَزَّرْتُمُوهُمْ﴾ أعنتموهم ونصرتموهم بِالسَّيْفِ على الْأَعْدَاء ﴿وَأَقْرَضْتُمُ الله قَرْضًا حَسَنًا﴾ صَادِقا من قُلُوبكُمْ ﴿لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ لأمحصن عَلَيْكُم ذنوبكم دون الْكَبَائِر ﴿وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ﴾ بساتين ﴿تَجْرِي مِن تَحْتِهَا﴾ تطرد من تَحت شَجَرهَا ومساكنها ﴿الْأَنْهَار﴾ أَنهَار المَاء وَاللَّبن وَالْخمر وَالْعَسَل ﴿فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِك﴾ بعد أَخذ الْمِيثَاق وَالْإِقْرَار بِهِ ﴿مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ السَّبِيل﴾ فقد ترك قصد طَرِيق الْهدى
وَكَفرُوا إِلَّا خَمْسَة مِنْهُم فَبين عُقُوبَة الَّذين كفرُوا فَقَالَ ﴿فَبِمَا نَقْضِهِم﴾ يَقُول بنقضهم يَعْنِي الْمُلُوك ﴿مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ﴾ عذبناهم بالجزية ﴿وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً﴾ يابسة بِلَا نور ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلم عَن موَاضعه﴾ يغيرون صفة مُحَمَّد ﷺ ونعته وَبَيَان الرَّجْم بعد بَيَانه فِي التَّوْرَاة ﴿وَنَسُواْ حَظَّا﴾ تركُوا بَعْضًا ﴿مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ﴾ أمروا بِهِ فِي التَّوْرَاة من اتِّبَاع مُحَمَّد ﷺ وَإِظْهَار صفته ونعته ثمَّ ذكر خيانتهم للنَّبِي ﷺ فَقَالَ ﴿وَلاَ تَزَالُ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿تَطَّلِعُ على خَآئِنَةٍ﴾ تعلم خَائِنَة ومعصية ﴿مِّنْهُمْ﴾ يَعْنِي من بني قُرَيْظَة ﴿إِلاَّ قَلِيلًا مِّنْهُمُ﴾ عبد الله ابْن سَلام وَأَصْحَابه ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ﴾ وَلَا تعاقبهم ﴿وَاصْفَحْ﴾ اترك ﴿إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ إِلَى النَّاس
﴿وَمِنَ الَّذين قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى﴾ يَعْنِي نَصَارَى نَجْرَان ﴿أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ﴾ فِي الْإِنْجِيل بِاتِّبَاع مُحَمَّد ﷺ وَبَيَان صفته وَأَن لَا يعبدوا إِلَّا الله وَلَا يشركوا بِهِ شَيْئا ﴿فَنَسُواْ حَظًّا﴾ فتركوا بَعْضًا ﴿مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ﴾ أمروا بِهِ ﴿فَأَغْرَيْنَا﴾ ألقينا ﴿بَيْنَهُمُ﴾ بَين الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَيُقَال بَين نَصَارَى أهل نَجْرَان النسطورية والمار يعقوبية والمرقوسية والملكانية ﴿الْعَدَاوَة﴾ بِالْقَتْلِ والهلاك ﴿والبغضآء﴾ فِي الْقلب ﴿إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ الله﴾ يُخْبِرهُمْ الله ﴿بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ﴾ من الْمُخَالفَة والخيانة والكتمان والعداوة والبغضاء
﴿يَا أَهْلَ الْكتاب قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا﴾ مُحَمَّد ﷺ ﴿يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكتاب﴾ من صفة مُحَمَّد ﷺ ونعته وَالرَّجم وَغير ذَلِك ﴿وَيَعْفُو عَن كثير﴾ بترك كثيرا فَلَا يبين لكم ﴿قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ الله نُورٌ﴾ رَسُول يَعْنِي مُحَمَّدًا ﴿وَكِتَابٌ مُّبِينٌ﴾ بالحلال وَالْحرَام
﴿يَهْدِي بِهِ﴾ بِمُحَمد وَالْقُرْآن ﴿الله مَنِ اتبع رِضْوَانَهُ﴾ توحيده ﴿سُبُلَ السَّلَام﴾ دين الْإِسْلَام وَالسَّلَام هُوَ الله ﴿وَيُخْرِجُهُمْ مِّنِ الظُّلُمَات إِلَى النُّور﴾ من الْكفْر إِلَى الْإِيمَان ﴿بِإِذْنِهِ﴾ بأَمْره وَيُقَال بتوفيقه وكرامته ﴿وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾

1 / 90