384

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

ناشر

دار الكتب العلمية

پبلشر کا مقام

لبنان

﴿كُلٌّ﴾ من الشَّمْس وَالْقَمَر وَاللَّيْل وَالنَّهَار ﴿يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ إِلَى وَقت مَعْلُوم ﴿أَلا هُوَ الْعَزِيز﴾ الَّذِي فعل ذَلِك الْعَزِيز بالنقمة لمن لَا يُؤمن بِهِ ﴿الْغفار﴾ لمن تَابَ من الشّرك وآمن بِهِ
﴿خَلقكُم من نفس وَاحِدَة﴾ من نفس آدم وَحدهَا ﴿ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا﴾ من نفس آدم ﴿زَوْجَهَا﴾ حَوَّاء خلقهَا من ضلع من أضلاعه الْقصرى ﴿وَأَنزَلَ﴾ خلق ﴿لَكُمْ مِّنَ الْأَنْعَام﴾ من الْبَهَائِم ﴿ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ﴾ أَصْنَاف ذكر وَأُنْثَى من الضَّأْن اثْنَيْنِ ذكرا وَأُنْثَى وَمِنَ الْمعز اثْنَيْنِ ذكرا وَأُنْثَى وَمن الْإِبِل اثْنَيْنِ ذكرا وَأُنْثَى وَمن الْبَقر اثْنَيْنِ ذكرا وَأُنْثَى ﴿يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خلق﴾ حَالا من بعد حَال نُطْفَة وعلقة ومضغة وعظامًا ﴿فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ﴾ ظلمَة الْبَطن وظلمة الرَّحِم وظلمة المشيمة ﴿ذَلِكُم الله رَبُّكُمْ﴾ يفعل ذَلِك ﴿لَهُ الْملك﴾ الدَّائِم لَا يَزُول ملكه ﴿لَا إِلَه إِلاَّ هُوَ﴾ لَا خَالق وَلَا مُصَور إِلَّا هُوَ ﴿فَأنى تُصْرَفُونَ﴾ بِالْكَذِبِ يَقُول من أَيْن تكذبون على الله فتجعلون لَهُ شَرِيكا
﴿إِن تكفرُوا﴾ بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن يَا أهل مَكَّة ﴿فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنكُمْ﴾ عَن إيمَانكُمْ ﴿وَلاَ يرضى لِعِبَادِهِ الْكفْر﴾ وَلَا يقبل مِنْهُم الْكفْر بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن لِأَنَّهُ لَيْسَ دينه ﴿وَإِنْ تَشْكُرُوا﴾ تؤمنوا ﴿يَرْضَهُ لَكُمْ﴾ يقبله مِنْكُم لِأَنَّهُ دينه ﴿وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ لَا تحمل حاملة حمل أُخْرَى مَا عَلَيْهَا من الذُّنُوب وَيُقَال لَا تُؤْخَذ نفس بذنب نفس أُخْرَى كل مَأْخُوذ بِذَنبِهِ وَيُقَال لَا تعذب نفس بِغَيْر ذَنْب ﴿ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ﴾ بعد الْمَوْت ﴿فَيُنَبِّئُكُمْ﴾ يُخْبِركُمْ يَوْم الْقِيَامَة ﴿بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ وتقولون فِي الدُّنْيَا ﴿إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور﴾ بِمَا فِي الْقُلُوب من الْخَيْر وَالشَّر
﴿وَإِذَا مَسَّ﴾ أصَاب ﴿الْإِنْسَان﴾ الْكَافِر أَبَا جهل وَأَصْحَابه ﴿ضُرٌّ﴾ شدَّة وبلاء ﴿دَعَا رَبَّهُ﴾ بِرَفْع الشدَّة وَالْبَلَاء عَنهُ ﴿مُنِيبًا إِلَيْهِ﴾ مُقبلا إِلَيْهِ بِالدُّعَاءِ ﴿ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ﴾ بدله ﴿نِعْمَةً مِّنْهُ نسي مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ﴾ من قبل النِّعْمَة ﴿وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا﴾ أشكالًا وأعدالًا ﴿لِّيُضِلَّ﴾ بذلك النَّاس ﴿عَن سَبِيلِهِ﴾ عَن دينه وطاعته ﴿قُلْ﴾ لأبي جهل ﴿تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ﴾ عش فِي كفرك ﴿قَلِيلًا﴾ يَسِيرا فِي الدُّنْيَا ﴿إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّار﴾ من أهل النَّار
﴿أم من هُوَ قَانِت﴾ مُطِيع لله وَهُوَ النبى ﷺ وَأَصْحَابه ﴿آنَآءَ اللَّيْل﴾ سَاعَات اللَّيْل ﴿سَاجِدًا وَقَآئِمًا﴾ فِي الصَّلَاة ﴿يَحْذَرُ الْآخِرَة﴾ يخَاف عَذَاب الْآخِرَة ﴿ويرجو رَحْمَةَ رَبِّهِ﴾ جنَّة ربه كَأبي جهل وَأَصْحَابه ﴿قُلْ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿هَلْ يَسْتَوِي﴾ فِي الثَّوَاب وَالطَّاعَة ﴿الَّذين يَعْلَمُونَ﴾ تَوْحِيد الله وَأمره وَنَهْيه وَهُوَ أَبُو بكر وَأَصْحَابه ﴿وَالَّذين لاَ يَعْلَمُونَ﴾ تَوْحِيد الله وَأمره وَنَهْيه وَهُوَ أَبُو جهل وَأَصْحَابه ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ﴾ يتعظ بأمثال الْقُرْآن ﴿أُوْلُواْ الْأَلْبَاب﴾ ذَوُو الْعُقُول من النَّاس
﴿قل﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿يَا عبَادي الَّذين آمَنُواْ﴾ أَبُو بكر الصّديق وَعمر الْفَارُوق وَعُثْمَان ذُو النورين وَعلي المرتضى وأصحابهم ﴿اتَّقوا رَبَّكُمْ﴾ أطِيعُوا ربكُم فِي الصَّغِير من الْأُمُور وَالْكَبِير ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ﴾ وحدوا ﴿فِي هَذِه الدُّنْيَا حَسَنَةٌ﴾ لَهُم جنَّة يَوْم الْقِيَامَة ﴿وَأَرْضُ الله﴾ أَرض الْمَدِينَة ﴿وَاسِعَةٌ﴾ آمِنَة من الْعَدو فاخرجوا إِلَيْهَا وَهَذَا قبل الْهِجْرَة ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ﴾ على المرازي ﴿أَجْرَهُمْ﴾ ثوابهم ﴿بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ بِلَا كيل وَلَا هنداز وَلَا منَّة
﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد لأهل مَكَّة حَيْثُ قَالُوا لَهُ ارْجع إِلَى دين آبَائِنَا ﴿إِنِّي أُمِرْتُ﴾ فِي الْقُرْآن ﴿أَنْ أَعْبُدَ الله مُخْلِصًا لَّهُ الدّين﴾ مخلصًا لَهُ بِالْعبَادَة والتوحيد
﴿وَأُمِرْتُ﴾ فِي الْقُرْآن ﴿لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسلمين﴾ أول من يكون على الْإِسْلَام

1 / 386