تنبیہ العطشان علی مورد الظمآن فی الرسم القرآنی

رجراجی d. 899 AH
97

تنبیہ العطشان علی مورد الظمآن فی الرسم القرآنی

تنبيه العطشان على مورد الظمآن في الرسم القرآني

اصناف

وتسمى تلك الحديقة حديقة الموت ، قالوا والذي قتل مسيلمة هو الرجل الذي قتل حمزة بن عبد المطلب(¬1) - رضي الله عنه - ، ولذلك روي عنه أنه قال : " قتلت خير الناس ، وقتلت شر الناس " .

فلما رجع المسلمون من هذه الغزوة العظيمة ، قام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فأشار على أبي بكر الصديق بأن يجمع القرآن ، وقال(¬2)عمر لأبي بكر : إن القتل [قد](¬3)استحر(¬4)يوم اليمامة بقراء القرآن ، وإني أخاف أن يستحر القتل بالقراء في المواطن كلها ، فيذهب القرآن بذلك ، فقال له أبو بكر : كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ ، فقال عمر : هو والله خير ، فقال أبو بكر : فلم يزل عمر يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر ، ثم إن أبا بكر قال لزيد بن ثابت : اجمع القرآن واكتبه في مصحف واحد ، لأنك كنت تكتب الوحي للرسول - صلى الله عليه وسلم - وأنت رجل شاب عاقل ، لا نتهمك ، فقال(¬5)زيد بن ثابت : فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال لما كان علي أثقل مما كلفني من جمع القرآن ، فقال زيد بن ثابت : كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ ، قال زيد بن ثابت : فلم يزل أبو بكر يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح الله صدر أبي بكر وعمر ، ورأيت في ذلك مثل الذي رأيا .

فقال زيد بن ثابت : فجعلت أتتبع القرآن من الرقاع والأضلاع ، ومن العسب واللخاف ، ومن صدور الرجال .

صفحہ 155