تنبیہ العطشان علی مورد الظمآن فی الرسم القرآنی

رجراجی d. 899 AH
96

تنبیہ العطشان علی مورد الظمآن فی الرسم القرآنی

تنبيه العطشان على مورد الظمآن في الرسم القرآني

اصناف

قوله : (( وانقلبت جيوشه منهزمة )) ، أي ورجعت جنوده على أعقابها ؛ لأن معنى الانقلاب هو الرجوع على الأعقاب . والجيوش هي الجنود والعساكر ، وهو جمع جيش ، وسمي الجند بالجيش لكثرة موجه وغليانه ، يقال(¬3): جاشت القدر تجيش إذا اشتد غليانها وهاج بعضها في بعض ، فصار عاليها سافلها وسافلها عاليها قوله : (( وذاك حين قتلوا مسيلمة )) البيت ، هذا منه إشارة إلى السبب الذي من أجله جمع أبو بكر الصديق القرآن ، وبيان ذلك : أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما توفي ، ارتدت العرب وارتدت بنو حنيفة ، وهم قبيلة مسيلمة الكذاب وطلب منهم أبو بكر - رضي الله عنه - الزكاة ، فامتنعوا فأهم ذلك أبا بكر ، وعظم الأمر على المسلمين ، فجيش أبو بكر - رضي الله عنه - جيوشا من المسلمين ، فأمر عليهم خالد بن الوليد المخزومي(¬4) - رضي الله عنه - ، وكان أمير بني حنيفة [حينئذ](¬1): مسيلمة الكذاب لعنه الله ، فتقاتل الفريقان تقاتلا شديدا لم يشاهد(¬2)المسلمون مثله قبل ، فانهزم المسلمون أولا ، فقتل منهم ألف ومائتان ، وقتل فيهم سبعمائة قارئ من حملة القرآن ، وفي ذلك قتل اليزيد بن الخطاب(¬3)، ثم ثار البراء بن مالك(¬4) - رضي الله عنه - مع من سلم من جيش المسلمين فرد الهزيمة .

وانهزم جيش مسيلمة الكذاب ، ودخلوا حديقة وأغلقوا بابها ، ثم حمل البراء بن مالك على درقته(¬5)وألقى بنفسه عليهم ، حتى صار معهم في الحديقة ، وفتح باب الحديقة للمسلمين فدخل المسلمون الحديقة ، وقتلوا مسيلمة الكذاب - لعنه الله - ، وقتلوا جيوشه إلا من أطال الله عمره ، وقتل من الكفار حينئذ عشرة آلاف .

صفحہ 154