تنبیہ العطشان علی مورد الظمآن فی الرسم القرآنی
تنبيه العطشان على مورد الظمآن في الرسم القرآني
اصناف
فكملت مائة فيها حمامتها وأسرعت حسبة في ذلك العدد وذلك أن هذه المرأة التي هي زرقاء اليمامة ، قعدت ذات يوم في قصرها ، فنظرت إلى الجو [ فرأت](¬1)حماما يطير ، فتمنت أن يكون لها مثل ذلك الحمام ومثل نصف ذلك الحمام إلى حمامة كانت عندها ، فيكون عدد الحمام مائة كاملة ، والذي قالت حين رأت(¬2)هو هذا البيت(¬3):
ليت الحمام ليه إلى حمامتيه ونصفه قديه تم الحمام ميه(¬4)
هذا البيت من بحر البسيط والهاء في الثلاثة الأشطار الأولى هي هاء السكت والاستراحة والوقف ، والياء قبل الهاءات الأولى الثلاثة هي ياء المتكلم وهي مفتوحة
واعلم أن عدد الحمام الذي رأته المرأة هو ست(¬5)وستون ، نصفه ثلاث وثلاثون مجموع ذلك تسع وتسعون إلى حمامتها ، فالجملة إذا مائة كاملة .
انتهى الكلام في المطالب الستة المذكورة . فلنرجع إلى كلام الناظم ، فنقول :
قوله : (( وذاك حين قتلوا مسيلمة )) البيت ، أي وجمع الصديق - رضي الله عنه - القرآن حين قتل الصحابة(¬6) - رضي الله عنهم - مسيلمة الكذاب وانقلبت جيوشه(¬7)وانهزمت .
الإعراب : قوله : (( وذاك )) الواو حرف عطف ، ذا مبتدأ ، والكاف حرف خطاب ، (( حين )) ظرف زمان العامل فيه ثابت أو مستقر وهو خبر المبتدأ ، (( قتلوا)) فعل ماض وفاعل ، (( مسيلمة )) مفعول ، (( وانقلبت )) الواو حرف عطف ، ((انقلبت)) فعل ماض وعلامة التأنيث ، (( جيوشه )) فاعل ومضاف إليه ، (( منهزمة )) حال من الجيوش ، وهي حال مؤكدة مبالغة في انقلابهم ؛ لأن الانهزام معناه الانقلاب . ثم قال :
صفحہ 167