تمہید لتاریخ الفلسفہ الاسلامیہ

مصطفى عبد الرازق d. 1366 AH
163

تمہید لتاریخ الفلسفہ الاسلامیہ

تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية

اصناف

104

قال الأستاذ أحمد أمين بك في كتاب «فجر الإسلام»: «وقد وجدت نزعة من العصر الأول لتنظيم هذا الرأي من طريق الاستشارة، فقد أخرج البغوي عن ميمون بن مهران قال: كان أبو بكر إذا ورد عليه خصوم نظر في كتاب الله، فإن وجد فيه ما يقضي بينهم قضى به، وإن لم يكن في الكتاب وعلم من رسول الله

صلى الله عليه وسلم ، في ذلك الأمر سنة قضى بها، فإن أعياه خرج فسأل المسلمين، وقال: أنا في كذا وكذا، فهل علمتم أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم ، قضى في ذلك بقضاء؟ فربما اجتمع عليه النفر كلهم يذكر فيه عن رسول الله قضاء، فإن أعياه أن يجد فيه سنة عن رسول الله

صلى الله عليه وسلم ، جمع رءوس الناس وخيارهم فاستشارهم، فإن أجمع رأيهم على شيء قضى به، وكان عمر - رضي الله عنه - يفعل ذلك، فإن أعياه أن يجد في القرآن والسنة نظر هل كان فيه لأبي بكر قضاء، فإن وجد أبا بكر قضى فيه بقضاء قضى به، وإلا دعا رءوس الناس، فإذا اجتمعوا على أمر قضى به.»

105

وكان العلماء من الصحابة يومئذ، وهم المعتبرون في الإجماع قلة، كما بينا آنفا، لا يتعذر علاج التوفيق بين آرائهم، وتعرف الاتفاق بينهم على حكم من الأحكام. (5) الرأي في عهد بني أمية

وكان بعد ذلك عصر بني أمية من سنة 40ه/660م إلى سنة 132ه/749م.

في هذا العصر اتسعت مملكة الإسلام، ودخلت فيها أمم من غير العرب، ونقل مركز الخلافة إلى دمشق الشام، وتفرق القراء وعلماء الصحابة في البلاد، وصار كل واحد مقتدى ناحية من النواحي، فكثرت الوقائع، ودارت المسائل فاستفتوا فيها، فأجاب كل واحد حسبما حفظه أو استنبطه، وإن لم يجد فيما حفظه أو استنبطه ما يصلح للجواب، اجتهد برأيه ... فعند ذلك وقع الاختلاف بينهم على ضروب.

106

نامعلوم صفحہ