============================================================
الشهيد شح معالر العدل والنوحيل هو عين حقيقته كما سيأت فكيف يمكن فرض وجود الجوهر من غير تحيز، وإنما قلنا: إنه متى كان متحيزا فهو كائن؛ لأن معنى التحيز هو حصوله في الحيز، وهو الكون بعينه.
وثانيهما: إن فرض وجود المتحيز وهو غير شاغل للحيز عود على أصل حقيقة التحيز بالنفس، إذشغل الحيز أصل في معقولية المتحيز، ففرضها من دونه محال.
الرابع: أن لها بداية ويدل على ذلك وجوه: أولها: أن كل واحد من الحوادث يسبقه عدم لا أول له. فإذا كان كل واحد منها حادثا كان مجموع العدمات السابقة عليها حاصلا في الأزل، فلو وجد شيء من الحوادث في الأزل مع هذا الفرض لزم أن يكون وجود الشيء حاصلا مع عدمه، وهو محال. فثبت أنه ليس شيء من الحوادث موجودا في الأزل، فإذن لكل الحوادث أول وبداية.
وثانيها: إنه إما أن يوجد منها شيء في الأزل أم لا، والأول محال؛ لأنه إن كان قبله غيره بطل كونه أزليا. وإن لم يكن قبله غيره فهو أولها، وإن لم يوجد منها شيء في الأزل كان لها أول وهو المطلوب.
وثالثها أن كل الحوادث لا شك في حاجتها إلى المؤثر، وذلك المؤثر يستحيل أن يكون موجبا لبطلان أن يؤثر في حصول الأكوان أمر موجب (1) بل المؤثر فيها مختار، وكل ما كان فعلا لفاعل مختار فيجب أن يكون مسبوقا بالعدم، فإذن يجب أن تكون جملة الحوادث مسبوقة بالعدم.
ورابعها: أنا إذا أخذنا الحوادث الماضية من زمان الطوفان جملة والحوادث الماضية من زماننا هذا جملة أخرى ثم أطبقنا في الوهم بين النهايتين فلا يخلو إما أن يظهر التفاوت من - في الأصل: أمرا موجباء
صفحہ 62