============================================================
الشهيد شح معالم العدل والنرحيد أحدهما أن التكليف بمعرفة الله تعالى لا يخلو إما أن يتوجه على العارف أو على غير العارف، ومحال أن يتوجه على العارف؛ لأن من كان عارفا فهو لا يحتاج إلى معرفة؛ لأن تحصيل الحاصل محال، ومحال أن يتوجه على غير العارف؛ لأن من لا يعرف الله تعالى لا يمكنه تحصيل المعرفة به.
ال وثانيهما أن العبد لو كان مكلفا بالمعرفة لكان لا يخلو إما أن يكون تكليفه بها لغرض أو لا لغرض، وباطل أن يكون لغير غرض؛ وإلا لكان عبثا قبيحا، وإن كان لغرض فذلك ليس بغرض دنيوي، إذ لا نفع فيه ولا دفع ضرر عاجل، وإن كان دينيا فهو إما لجلب الثواب أو لدفع ضرر العقاب، وذلك إنما يكون بعد العلم بالمثيت والمعاقب.
وجوابه: أما ما ذكر أولا فالتكليف بالمعرفة إنما يتوجه على غير العارف؛ لتحصل لنفسه المعرفة. قوله: من لا يعرف الله لا يمكنه تحصيل العلم به. قلنا: لا نسلم ذلك، بل من شرطه التمكين من العلم، وها هنا التمكين حاصل في الجملة، فإنه إذا جوز ونظر حصل له العلم على قرب، وكان التمكين كافيا في تحصيل المعرفة لكل مكلف.
وأماما ذكره ثانيا فهو فاسد لوجهين: أما أولا فلأنه لا يجب تحصيل كل شيء لأجل شيء آخر، وإلا لزم التسلسل، بل لا بد من الانتهاء إلى ما يكون تحصيله لذاته، فمن المحتمل أن يكون العلم بالأشياء مطلوبا لذاته من غير حاجة إلى غرض.
وأما ثانيا فلم لا يجوز أن يكون وجوب النظر لأجل دفع ضرر العقاب المجوز عند تقدير ترك النظر.
صفحہ 53