============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والتوحيل اا ومتى حملت على ظاهرها وجب إثبات هذا الأمر الزائد لذاته تعالى وصح وصفه بكونه مدركا.
واحتج البغداديون لنفي كونه تعالى مدركا بأمور: أولها أنهم قالوا: لو جاز أن يكون تعالى مدركا لم يصح أن يكون مدركا في الأزل؛ لأن وجود المدرك مستحيل في الأزل، فيجب أن يكون مدركا بعد أن لم يكن، وفي ذلك تغير، والتغير عليه محال.
وجوابه أنا نقول: تعنون بالتغير حصوله على هذه الصفة بعد أن لم يكن عليها؟ فهذا هو مذهبنا، فأي فساد في ذلك. أو تعنون بالتغير انقلابه عما هو عليه في ذاته ؟ قلنا: ليس يلزم اذا كان مدركا خروجه عما هو عليه في ذاته، فبينوا أنه إذا تجددت له صفة لم يكن عليها انقلب عما هو عليه في ذاته، ولا سبيل إليه.
ال وثانيها أنه تعالى لو كان مدركا للطعوم والروائح لوجب أن يسمي شاما وذائقا، وكل ذلك لايصح على الله تعالى.
ل وجوابه أن الذائق والشام ليس اسما للمدرك للطعوم والروائح فيلزم ما ذكرتموه، وإنما الشام اسم لمن يستجلب الهواء بالخيشوم لادراك المشموم، والذائق اسم لمن يماس محل الطعم باللهاة، وهذا يقولون: شممته فلم آجد له ريحا، وذقته فلم أجد له طعما. فأين هذا عما ذكروه من كونه اسما للمدرك.
وثالثها أنه لو كان تعالى مدركا لكان ذا حس، والحس هو إدراك الشيء بآلة وحاسة، وهذا محال على الله تعالى.
صفحہ 198