============================================================
الفن الثابي علم البيان وقد يذكر فعل ينبئ عنه كما في "علمت زيدا أسدا إن قرب، واحسبت1 إن بعد.
والغرض منه في الأغلب يعود إلى المشبه، وهو بيان إمكانه كما في قوله: فسان تفق الأنام وأنت منهم فإن المسك بعض دم الغزال أو حاله كما في تشبيه ثوب بآخر في السواد، أو مقدارها كما في تشبيهه بالغراب في شدته، أو تقريرها كما في تشبيه من لا يحصل من سعيه على طائل من يرقم على الماء وهذه الأربعة تقتضى أن يكون وجه الشبه في المشبه به أتم، وهو به أشهر، أو تزينه كما في تشبيه وجه آسود بمقلة الظى، آو تشويهه كما في تشبيه وجه مجدور بسلحة جامدة قد نقرئها الديكة، أو استطرافه كما في تشبيه فحم فيه جمر موقد بحر من المسك، موجه الذهب لابرازه في صورة الممتنع عادة، وللاستطراف وجه آخر، وهو أن يكون المشبه به نادر الحضور في الذهن، إما مطلقا كما مر،0000.
وقد يذكر إلخ: لا دلالة للعلم والحسبان على التشبيه، وإنما يدل عليه علمنا بأن أسدا لا يمكن حمله على زيد تحقيقا، فحيئذ لا بد أن يكون على تقدير أداة التشبيه، سواء ذكر الفعل أو لا، ولو قيل: إنه ينبى عن حال التشبيه من القرب والبعد، لكان أصوب. فإن تفق إلخ. هذا البيت للمتنى في مدح سيف الدولة من الوافر، قوله: "فإن" الفاء حزاء لما قبلها فاإن شرطية، واتفق1 شرطها، وحملة "أنت منهم" حال من فاعل اتفق" أعنى الضمير، وقوله: فإن المسك" الفاء للتعليل، والجملة دليل جواب الشرط المحذوف، والتقدير: إن تفق الأنام وأنت من سهم فلا عحب فإن المسك بعض دم الغزال، وقد اشتمل على أوصاف شريفة فاق ها الدماء وصار حنسا برأسه، والشاهد فيه التشبيه المستدل على بيان إمكانه.
فإن المسك: فيه تشبيه معنى آي حالك كحال المسك. أو تقريرها: مرفوع عطف على ابيان إمكانه1، أي تقرير حال المشبه في نفس السامع وتقوية شأنه. أو تزينه. مرفوع عطف على بيان إمكانه مجدور: ما عليه آثار الجدري. نقرها: اى نقبتها بالمنقار، والديكة بكسر الدال وفتح الياء جمع ديك. أو استطراله: أي عد المشبه طريفا حديثا بديعا. لابرازه: أى إنما استطرف المشبه في هذا التشبيه؛ لايراز المشبه في صورة ممتنع عادة وإن كان ممكنا عقلا، ولا يخفى أن الممتنع عادة مستطرف وغريب.
صفحہ 91