============================================================
الفن الأول علم المعابي وأن يقام نحو: وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك} (فاطر:4) أي فلا تحزن واصبر، وأدلته كثيرة: منها: أن يدل العقل عليه، والمقصود الأظهر على تعيين المحذوف نحو: حرمت عليكم الميتة (المائدة:3). ومنها: أن يدل العقل عليهما نحو: وجاء ربك} (الفحر:22) أي أمره أو عذابه. ومنها: أن يدل العقل عليه، والعادة على التعيين نحو: فذلكن الذي لمتتني فيه} (يوسف:"3)؛ فإنه يحتمل في حبها؛ لقوله تعالى: قد شفها (يوسف:30)، و1 في مراودته1؛ لقوله تعالى: تراود فتاها عن نفسه} (يوسف:30)، وافي شأنه1 حى يشملهما، والعادة دلت على الثاني؛ لأن الحب المفرط لا يلام صاحبه عليه في العادة؛ لقهره إياه. ومنها: الشروع في الفعل نحو: بسم الله فيقدر ما جعلت التسمية مبدأ له. ومنها: الاقتران كقوله للمعرس: "بالرفاء والبنين" أي أعرست.
والإطناب: إما بالإيضاح بعد الإهام؛ ليرى المعنى في صورتين مختلفتين، أو ليتمكن في النفس فضل تمكن، أو لتكمل لذة العلم به نحو: رب اشرخ لي صدري (طه:25)، فان "اشرح لي" يفيد طلب شرح لشيء ما له، واصدري" يفيد تفسيره، ومنه "اباب نعم" على أحد القولين؛ إذ لو أريد الاختصار كفى انعم زيد".
فقد كذبت: أقيم مقام قوله: فلا تحزن(1، وليس جزاء؛ لأن تكذيب الرسل من قبلك متقدم على تكذيب البي ع، فلا يصح وقوعه جزاء له، بل هو سبب لعدم الحزن والصبر، فأقيم مقام المسبب. يدل العقل إلخ: فالعقل دل على أن ههنا حذفا؛ إذ الأحكام الشرعية إنما تتعلق بالأفعال دون الأعيان، والمقصود الأظهر من هذه الأشياء المذكورة في الآية تناولها الشامل للأكل وشرب الألبان، فدل على تعيين المحذوف. فيقدر: ففي القراعة يقدر: بسم الله أقرأ، وعلى هذا القياس. الاقتران: فإن مقارنة هذا الكلام لإعراس المخاطب دل على تعيين المحذوف أي أعرست.
بالرفاء: وهو الالتيام والاتفاق، وهذا دعاء الجاهلية، حيث يحترمون بالبنين على البنات، وقد ورد النهي عنه في الشرع في صورتين: إحداهما مبهمة والأخرى موضحة، وعلمان خير من علم واحد. ليتمكن إلخ: لما حبل الله النفوس عليه من أن الشيء إذا ذكر مبهما، ثم بين كان أوقع عندها. به: أي بالمعنى؛ لأن نيل الشيء بعد الشوق ألذ. ومته: أي من الايضاح بعد الإهام. على آحد القولين: أي على قول من يجعل المجخصوص خبر مبتدأ محذوف.
صفحہ 76