============================================================
14 الفن الثالث م البديع وإن كان مثله فأبعد من الذم، والفضل للأول، كقول أبي تمام: لو حار مرتاد المنيةلم يجد إلا الفراق على النفوس دليلا وقول أبي الطيب: لولا مفارقة الأحباب ما وحدت لها المنايا إلى أرواحنا سبلا وإن أخذ المعنى وحده سمي إلماما وسلخا، وهو ثلاثة أقسام كذلك، أولها كقول أبي تمام: هو الصنع إن يعحل فخير وإن ئرث فللريث في بعض المواضع أثفع وقول أبي الطيب: ومن الخير بطؤ سيك عني أسرع السخب في المسير الجهام وثانيها كقول البحتري: وإذا تألق في الندى كلامه ال مصقول خلت لسانه من عضبه وقول أبي الطيب: كأن ألسنهم في النطق قد حعلت على رماحهم في الطعن خرصانا لو حار: اي تحير في التوصل إلى النفوس، مرتاد المنية أي طالب الذي هو المنية على أها إضافة بيان. لها المنايا: الضمير في ه1 للمنية وهو حال من اسبلا، و"المنايا1 فاعل "وحدت" فقد أحذ المعنى كله مع لفظ المنية والفراق والوجدان، وبدل بالنفوس الأرواح إلماما: من ألم إذا قصد وأصله من ألم بالمنزل إذا نزل به، وقوله: سلخا أي كشط الجلد عن الشاة ونحوها فكأنه كشط عن المعنى حلدا والبسه حلدا آخر فإن اللفظ للمعنى بمنزلة اللباس: كذلك: أي مثل ما يسمى إغارة ومسخا. الجهام: أي السحاب الذي لا ماء فيه، وأما ما فيه ماء فيكون بطيئ تقيل المشى فكذا حال العطاء، ففي بيت آبي الطيب زيادة بيان؛ لاشتماله على ضرب المثل بالسحساب.
كان إلخ: يعنى أن الستتهم عند النطق في المضاء والنفاذ تشابه أسنتهم عند الطعن، فكأن ألسنتهم حعلت أسنة رماحهم، فبيت البختري أبلغ لما في لفظي "تألق" و"المصقول" من الاستعارة التخييلية، فإن التألق والصقالة للكلام بمنزلة الأظفار للمنية، ولزم من ذلك تشبيه كلامه بالسيف وهو استعارة بالكناية.
صفحہ 143