============================================================
الفن الثاي البيان والمستعار له كشف الضوء عن مكان الليل، وهما حسيان، والجامع ما يعقل من ترتب آمر على آخر، وإما مختلف كقولك: "رأيت شمسا1، وأنت تريد إنسانا كالشمس في حسن الطلعة ونباهة الشأن، وإلا فهما إما عقليان نحو: من بعثنا من مرقدنا (يس:52)، فإن المستعار منه الرقاد، والمستعارله الموت، والجامع عدم ظهور الفعل، والجميع عقلي، وإما مختلفان، والحسى هو المستعار منه نحو: فاصدع بما تومر (الححر:94)؛ فإن المستعار منه كسر الزجاجة، وهو حسي، والمستعار له التبليغ، والجامع التأثير، وهما عقليان، وإما عكس ذلك نحو: إنا لما طغا الماء حملناكم في الحارية (الحاقة: (1)، فإن المستعار له كثرة الماء وهو حسي، والمستعار منه التكبر، والجامع الاستعلاء المفرط وهما عقليان. وباعتبار اللفظ قسمان؛ لأنه ان كان اسم جنس فأصلية كأسد وقتل، وإلا فتبعية كالفعل وما اشتق منه والحرف، فالتشبيه في الأولين لمعنى المصدر، وفي الثالث لمتعلق معناه، كالجرور في ازيد في نعمة" .
من ترتب امر إلخ: أي حصول أمر عقيب أمر آخر دائما أو غالبا، وهو ترتب ظهور اللحم على كشط الجلد في الأول وترتب ظهور الظلمة على إزالة الضوء في الثاني، وكون الترتب أمرا عقليا ظاهر. رأيت إلخ: فالطرفان حسيان، ووحه الشبه بعضه حسى وهو حسن الطلعق وبعضه عقلى وهو نياهة الشأن.
فان المستعار منه: إنما اعتبر الاستعارة في المصدر أي الرقاد دون المرقد أى المكان، لأن المنظور في التشبيه هو الموت والرقاد، لا القبر والمكان الذي ينام فيه؛ ولأن الاستعارة في المصدر أصلية، وفي الفعل وما يشتق منه تبعية، كما سيحيء. اسم جنس الخ: المراد باسم الجنس ههنا اسم غير علم يدل على بحرد ذات صالحة لأن يصدق على كثير من غير اعتبار وصف من الأوصاف أو على بحرد معنى، كالأسد- وهو اسم عين إذا استعير للرحل الشحاع، واقتل" وهو اسم معنى إذا استعير للضرب الشديد.
فتبعية إلخ: إنما كانت تبعيةه لأن الاستعارة تعتمد التشبيه، والتشبيه يقتضى كون المشبه موصوفا بوجه الشبه، وإنما يصلح للموصوفية الحقائق، آي الأمور المتقررة الثابتة دون معاني الأفعال والصفات المشتقة منها؛ لكوها متحددة غير متقررة، ودون الحروف؛ لأها روابط وآلات، فلا تكون موصوفة أصلا.
صفحہ 104