============================================================
الفن الثاني علم البيان أي رجل شجاع، وقوله تعالى: اهدنا الصراط المستقيم (الفاتحة:6) أي الدين الحق، ودليل أها بحاز لغوى كوفا موضوعة للمشبه به لا للمشبه، ولا للأعم منهما. وقيل: إنها مجاز عقلي بمعنى أن التصرف في أمر عقلي لا لغوى؛ لأها لما لم تطلق على المشبه إلا بعد ادعاء دخوله في حتس المشبه به، كان استعساها فيما وضعت له؛ وهذا صح التعجب في قوله: قامت تظللني من الشمس نفس آعز علي من نفسي قامت تظللي ومن عجب شمس تظلليي من الشمس والنهي عنه في قوله.
لا تعجبوا من بلي غلالته قد زر أزراره على القمر ورد بأن الادعاء لا يقتضي كوفا مستعملة فيما وضعت له. وأما التعجب والنهي عنه منهما: أي المشبه والمشبه به، فأسد في قولنا: ارأيت أسدا يرمي1 موضوع للسبع المخصوص، لا للرحل الشحاع ولا لمعنى أعم من الرجل، والسبع كالحيوان المجترى مثلا؛ ليكون إطلاقه عليهما حقيقة، كاطلاق الحيوان على الأسد والرحل الشجاع، وهذا أي إطلاق العام على كل من الفردين على سبيل الحقيقة معلوم بالنقل عن أئمة اللغة قطعا، فإطلاقه على الرجل الشجاع إطلاق على غير ما وضع له مع قرينة مانعة عن إرادة ما وضع به، فيكون بحازا لغويا.
في أمر عقلي: وهو ادعاء كوفا موضوعة للمشبه، يعنى أن العقل تصرف وجعل الرجل الشجاع من جنس الأسد، وحعل ما ليس في الواقع بحاز عقلى. لأها إلخ: [بأن جعل الشحاع من أفراد الأسد] لأن نقل الاسم وحده لو كانت استعارة، لكانت الأعلام المنقولة كيزيد ويشكر استعارة، ولما كانت الاستعارة أبلغ من الحقيقة، لأته لا بلاغة في إطلاق الاسم الجحرد عاريا عن معناه، وإذا كان نقل الاسم تبعا، لنقل معناه كان الاسم مستعملا فيما وضع له: وهذا: آي ولأجل استعمالها نيما وضعت له بسبب دخول المشبه في جنس المشبه به ادعاع صح التعحب.
الشمس: آي غلام كالشمس في الحسن والجمال، فلولا دخول المشبه في حنس المشبه بهه لما كان لهذا المتعحب معنى لا تعجبوا إلخ: فلولا أنه جعله قمرا حقيقيا، لما كان للنهي عن التعحب معنى؛ لأن الكتان إنما يسرع إليه البلى بسبب ملابسة القمر الحقيقى، لا بملابسة إنسان كالقمر:
صفحہ 101