Ta'jil al-Nada bi Sharh Qatr al-Nada

Abdullah bin Saleh Al Fawzan d. Unknown
60

Ta'jil al-Nada bi Sharh Qatr al-Nada

تعجيل الندى بشرح قطر الندى

اصناف

الثاني: أن تكون مسبوقةً بنفي محض، أي: خالص من معنى الإثبات، لم ينتقض نفيه بـ (إلا) ولا بنفي آخر يزيل أثره ويجعل الكلام مثبتًا، أو مسبوقةً بطلب بالفعل. أي: بصيغة الفعل، أو ما ألحق به. كما سأذكر إن شاء الله (١) . فمثال النفي: لم يُسألْ فيجيبَ. فالفعل (يجيب) منصوب بـ (أن) مضمرة وجوبًا بعد فاء السببية. لأن السؤال سبب في الإجابة. وقد تقدم عليها نفي لم ينتقض. ومنه قوله تعالى: ﴿لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا﴾ (٢) فـ (يموتوا) مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبًا وعلامة نصبه حذف النون. وأما الطلب فهو نوعان: ١- طلب محض: وهو ما كانت دلالته على الطلب بلفظه وصيغته، وهو الأمر نحو: احترم الصديق فتدومَ لك صداقته، والنهي نحو: لا تغشَّ في البيع فتكسدَ تجارتك. ومنه قوله تعالى: ﴿وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي﴾ (٣) فـ (يحلَّ) مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة وجوبًا، والدعاء نحو: ربِّ وفقني فلا أنحرفَ. ٢- طلب غير محض: وهو ما كانت دلالته على الطلب تابعة لمعنى آخر يتضمنه وهو التخضيض نحو: هلا تزورنا فتحدثَنا، ومنه قوله تعالى: ﴿لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ﴾ (٤) فـ (أصدق) مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبًا. والتمني نحو: ليت لي مالًا فأتصدَّقَ منه، ومنه قوله تعالى: ﴿يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ (٥) فـ (أفوز) مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبًا في جواب التمني. والعرض نحو: ألا تزورنا فتحدثَنا.

(١) انظر: حاشية الصبان (٣/٣٠١) النحو الوافي (٤/٣٦٥) . (٢) سورة فاطر، آية: ٣٦. (٣) سورة طه، آية: ٨١. (٤) سورة المنافقون، آية: ١٠. (٥) سورة النساء، آية: ٧٣.

1 / 60