وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلب، وامتلاء الأرض جورا ، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، إلا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فانتسخوا هذا التوقيع وخرجوا من عنده، فلما كان اليوم السادس عادوا إليه وهو يجود بنفسه، فقيل له: من وصيك؟ فقال: لله أمر هو بالغه وقبض، فهذا آخر كلام سمع منه رضي الله عنه، وكانت (1) وفاته في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، ووقعت بعد مضي السمري الغيبة الثانية، وهي أطولها وأتمها
، وقد أتى عليها ومضى منها إلى هذا التاريخ وهو سنة تسع وخمسمائة كما قد ذكرناه فيما تقدم مائة وثمانون سنة، ولم يوقت لأحد غايتها ولا نهايتها، فمن عين لذلك وقتا فقد افترى كذبا وزورا، إلا أنه قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيامه (عليه السلام) وحوادث تكون (2) أمام خروجه،
فمنها: خروج السفياني، وقتل الحسني، واختلاف بني العباس في ملك، وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان، وخسوف القمر في آخره على خلاف العادات، وخسف بالبيداء، وخسف بالمشرق، وركود الشمس عند الزوال إلى وقت العصر، وطلوعها من المغرب، وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين، وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام، وإقبال رايات سود من قبل خراسان، وخروج اليماني، وظهور المغربي بمصر وتملكه الشامات، ونزول الترك الجزيرة، ونزول الروم الرملة، وطلوع نجم بالمشرق يضيء كما يضيء القمر، ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه، وحمرة تظهر في السماء وتنشر في آفاقها، ونار تظهر بالمشرق طولا، وتبقى (3) في الجو ثلاثة أيام، أو سبعة أيام، وخلع العرب أعنتها وتملكها البلاد، وخروجها عن سلطان العجم، وقتل أهل مصر أميرهم وخراب الشام، ودخول رايات قيس إلى مصر، ورايات كندة إلى
صفحہ 113