[المدخل]
التاج المواليد في مواليد الأئمة ووفياتهم
تأليف العلامة الطبرسي (قده) المتوفى سنه 548
صفحہ 65
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده، والصلاة على خير خلقه محمد وأهل بيته الطيبين الأخيار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
وبعد لما رأيت رغبات جماعة من إخواننا حاظهم الله إلى عمل مختصر في ذكر مولد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومواليد الأئمة (عليهم السلام) مستوفرة وحاجتهم إلى جمع ذلك على وجه من الاختصار والإيجاز، ليسهل حفظه ويقرب مأخذه شديدة، بدأت به مبوبا إياه أربعة عشر بابا على عدة المعصومين من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى صاحب الزمان عليه و(عليهم السلام)، يتضمن كل باب منها خمسة فصول.
الفصل الأول: في الأسماء والألقاب والكنى.
والثاني: في وقت الولادة.
والثالث: في مبلغ العمر وبيان مقدار ما صحب بعضهم بعضا منه، وما يليق بذلك.
والرابع: في وقت الوفاة والإشارة إلى سببها، وتعيين مواضع القبور.
والخامس: في ذكر عدد الأولاد وأمهاتهم، مستعينا بالله تعالى ومتوكلا عليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل .
صفحہ 67
الباب الأول: في ذكر النبى (صلى الله عليه وآله وسلم)
وفيه خمسة فصول:
الفصل الأول: في اسمه وكنيته ولقبه
اسمه (صلوات الله عليه وآله): محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأحمد.
وكنيته: أبو القاسم.
وألقابه كثيرة، أشهرها (1): المصطفى، والرسول، والنبي، والمزمل، والمدثر، والشاهد، والمبشر، والنذير، والماحي، والعاقب، والحاشر، وخاتم النبيين.
ونسبه: محمد بن عبد الله، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لوي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النضر، وهو قريش، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، ابن الياس، بن مضر، بن نزار، بن معد بن عدنان. لم يتجاوز عدنان في نسبه (صلوات الله عليه)
لقوله: «إذا بلغ نسبي عدنان فأمسكوا»
. و# لقوله: (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضا: «كذب النسابون»
ولظهور الاختلاف فيمن عدا عدنان بين النسابين.
صفحہ 69
وأمه: آمنة، بنت وهب، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب.
الفصل الثاني: في وقت الولادة (1)
ولد (صلوات الله عليه وآله) عند طلوع الفجر من يوم الجمعة السابع عشر من شهر ربيع الأول، بعد سنة الفيل بخمسين يوما بمكة.
الفصل الثالث: في مبلغ عمره
في مبلغ عمره وبيان مقدار ما عاش مع كل واحد من أبيه وأمه وجده وعمه وغير ذلك.
عاش (صلوات الله عليه وآله) ثلاثا وستين سنة، منها مع أبيه سنتين وأربعة أشهر، ومع أمه وجده عبد المطلب ثمانية سنين وكفله أبو طالب من بين إخوته بعد وفاة عبد المطلب وكان حاميه وناصره أيام حياته.
وتزوج بخديجة بنت خويلد وهو ابن خمس وعشرين سنة، ولها يومئذ أربعون سنة ومكثت مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اثنتين (2) وعشرين سنة. وروي أنه (صلوات الله عليه وآله) تزوجها وهو ابن إحدى وعشرين سنة.
وبعث بمكة يوم الجمعة السابع والعشرين من رجب وهو ابن أربعين سنة، ورميت الشياطين بالنجوم بعد مبعثه بعشرين يوما.
وأنزل عليه القرآن يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان.
وروي أن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن كله في ليلة القدر إلى البيت المعمور، ثم أنزله من البيت المعمور إليه في مدة عشرين سنة.
وعرج به إلى السماء بعد البعثة بسنتين.
صفحہ 70
وحصر في الشعب بعد أن رمى الشياطين بالنجوم بخمس سنين، فمكث في الحصار ثلاث سنين.
وتوفي أبو طالب وله (صلوات الله عليه) ست وأربعون سنة وثمانية أشهر وأربعة وعشرون يوما.
وتوفيت خديجة لسبع سنين من مبعثه.
وقد أقام بمكة بعد البعثة ثلاث عشرة سنة على خوف وتقية من المشركين، وقيل ان هاجر (صلوات الله عليه) استتر في الغار ثلاث أيام، وروي ستة أيام، والأول أصح، ثم هاجر منها ودخل المدينة يوم الاثنين الحادي عشر من ربيع الأول، وبقي بها عشر سنين إلى أن قبض (صلوات الله عليه).
الفصل الرابع: في ذكر وفاته وموضع قبره
توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى وعشرة من الهجرة، واختلف أهل بيته وأصحابه في الموضع الذي يدفن فيه، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «إن الله تعالى لم يقبض روح نبيه (صلوات الله عليه) إلا في أطهر البقاع، ينبغي أن ندفنه هناك فرجعوا إلى قوله (عليه السلام) واتفقوا على ذلك، فدفنوه في حجرته بحيث قبض صلوات الرحمن عليه.
الفصل الخامس: في عدد أولاده وأزواجه (عليه السلام)
كان لرسول الله (عليه التحية والسلام) ولد له سبعة أولاد من خديجة ابنان وأربع بنات: القاسم، وعبد الله، وهو الطاهر والطيب، وفاطمة (صلوات الله عليها) وزينب، وأم كلثوم، ورقية.
وولد له إبراهيم من مارية القبطية.
أما فاطمة (عليها السلام) فتزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أمر الله تبارك وتعالى نبيه (صلوات الله عليه) بأن يزوجها منه.
وأما زينب فكانت عند أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس، وماتت بالمدينة.
صفحہ 71
وأما رقية فتزوجها عتبة بن أبي لهب وطلقها قبل الدخول بها، فتزوجها عثمان بن عفان، فماتت بالمدينة يوم بدر.
وأما أم كلثوم فتزوجها عتبة بن أبي لهب وفارقها قبل أن يدخل بها، فتزوجها عثمان بعد رقية.
وتوفي القاسم والطاهر بعد النبوة.
وولد إبراهيم بالمدينة من مارية القبطية، وهي الجارية التي أهداها له ملك الاسكندرية، وعاش سنتين وأشهرا ثم مات، وروي أنه عاش ثمانية عشر شهرا.
وقد تزوج (صلوات الله عليه) بثلاث عشرة امرأة، ست منهن قرشيات، إحداهن: خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي.
والثانية: أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية.
والثالثة: سودة بنت زمعة.
والرابعة: عائشة (1) بنت أبي بكر.
والخامسة: حفصة بنت عمر.
والسادسة: أم حبيبة بنت أبي سفيان، والأخريات من قبائل شتى.
فمن قيس: زينب بنت خزيمة وميمونة بنت الحارث. ومن أسد:
زينب بنت جحش. ومن كندة: إمامة بنت نعمان، وجويرية بنت الحارث، وصفية بنت حيي بن أخطب من بني إسرائيل، من أسارى خيبر، قد أتى بها أمير المؤمنين (عليه السلام) وأم شريك، وهي التي وهبت نفسها للنبي @HAD@ (صلوات الله عليه وآله).
وقد ماتت جملة من أزواجه في حياته (صلوات الله عليه) خديجة وزينب بنت خزيمة، ولم يتزوج بمكة إلا بخديجة رضي الله عنها.
صفحہ 72
الباب الثاني: في ذكر امير المؤمنين (عليه السلام)
وفيه خمسة فصول:
الفصل الأول: في أسمائه وشيء من ألقابه وكنيته (عليه السلام)
اسم أول الأئمة المعصومين وخلفاء الله تعالى بعد رسول رب العالمين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، وله (عليه السلام) أسماء كثيرة وألقاب جمة في كتب الله المنزلة: التوراة، والإنجيل، والزبور، والفرقان، أوردها أصحابنا في كتبهم.
وكنيته: أبو الحسن ومن ألقابه الذي انفرد به من بين الخلائق بتلقيب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إياه بذلك: أمير المؤمنين.
وقد أمر (صلوات الله عليه) أصحابه بأن يسلموا عليه بأمير (1) المؤمنين، وأخبر أنه لم يكن قبله ولن يكون بعده أمير غيره. ومما لقب به (عليه السلام) أيضا: المرتضى، والولي، والوصي، والوزير، وغير ذلك مما يطول.
صفحہ 73
وقد كناه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضا: بأبي السبطين، وأبي الريحانتين وأبي تراب
. الفصل الثاني: في ذكر ولادته (عليه السلام) ومسقط رأسه
ولد (عليه السلام) بمكة في بيت الله الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله تعالى سواه إكراما من الله تعالى.
وأمه: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف (رضي الله عنها)، وكانت كالأم لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد ربى في حجرها، وكان شاكرا لبرها، وآمنت به في الأولين، وهاجرت معه في المهاجرين، ولما قبضها الله تعالى إليه كفنها النبي (صلوات الله عليه وآله) بقميصه ليدرأ به عنها هوام الأرض، وتوسد في قبرها لتأمن من ضغطة القبر، ولقنها الإقرار بولاية ابنها أمير المؤمنين (عليه السلام) لتجيب به عند المساءلة بعد الدفن تخصيصا منه (صلوات الله عليه) هذا الفضل العظيم إياها لمنزلتها من الله تعالى ومنه (صلى الله عليه وآله وسلم)، والخبر بذلك مشهور.
وقد نشأ (عليه السلام) في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو أول من آمن بالله عز وجل ورسوله من أهل البيت والأصحاب، وأول ذكر دعاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الإسلام فأجاب، وكان ذلك بالغد من البعثة مع صغر سنة.
وقد وردت الرواية بأن جماعة من أصحاب رسول الله أتوا النبي (صلوات الله عليه وآله) ذات يوم، وقدحوا في إسلام أمير المؤمنين (عليه السلام) وقالوا: إنه لم يقع الموقع الصحيح، لأنه صدر عنه وهو صغير السن، فقال النبي (عليه التحية والسلام): «إنما مثل علي (عليه السلام) كمثل عيسى ويحيى، في أنهما قد أوتيا الحكم صبيين»، فارتدت أنفاسهم ورجعوا خائبين.
ومن خصائص الأئمة (عليهم السلام) أنهم قد أوتوا الحكم في حال الصبا، وأنهم قد ولدوا مطهرين مختونين على ما صح عنهم (عليهم السلام) في الروايات، إلا أنهم (عليهم السلام) قالوا: «لكنا نمر الموسى على الموضع إصابة للسنة واتباعا للحنفية.
صفحہ 74
الفصل الثالث: في مقدار عمره (عليه السلام) وتفصيل ذلك
عاش (عليه السلام) ثلاثا وستين سنة، منها عشر سنين قبل البعثة، وأسلم وهو ابن عشر، وكانت مدة مقامه مع رسول الله (صلوات الله عليه) بعد البعثة ثلاثا وعشرين سنة، منها ثلاث عشرة سنة بمكة قبل الهجرة في امتحان وإبتلاء محتملا عنه أكبر الأثقال؛ وعشر سنين بعد الهجرة بالمدينة يكافح عنه المشركين، ويقيه بنفسه عن أعدائه في الدين، حتى قبض الله تعالى نبيه إلى جنته، ورفعه في عليين (صلوات الله عليه) وله يومئذ ثلاث وثلاثون سنة.
وأقام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو ولي أمره ووصيه ثلاثين سنة، وغصب حقه منها ومنع من التصرف فيه أربعا وعشرين سنة وأشهرا، وكان (عليه السلام) مستعملا فيها التقية والمداراة، وولي الخلافة خمس سنين وأشهرا ممتحنا بجهاد المنافقين من الناكثين والقاسطين والمارقين كما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاث عشرة سنة من أيام نبوته ممنوعا من أحكامها، خائفا، ومحبوسا، وهاربا، ومطرودا، غير متمكن من جهاد الكافرين، ولا مستطيع دفعا عن المؤمنين.
ثم هاجر وأقام بعد الهجرة عشر سنين مجاهدا للمشركين مبتلى بالمنافقين إلى أن قبضه الله تعالى إليه.
الفصل الرابع: في ذكر وفاته وموضع قبره (عليه السلام)
مضى (صلوات الله عليه) ليلة الجمعة الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة قتيلا بالسيف، قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي أشقى الآخرين (لعنة الله عليه) في مسجد الكوفة، وذلك أنه خرج (عليه السلام) يوقظ الناس لصلاة الصبح ليلة تسع عشرة. وكان ابن ملجم اللعين ارتصده من أول الليل لذلك. فلما مر به في المسجد وهو مستخف بأمره، فماكر بإظهار النوم، ثار (1) إليه وضربه على أم رأسه بالسيف وكان
صفحہ 75
مسموما، فمكث (عليه السلام) يوم تسع عشر وليلة العشرين ويومها وليلة إحدى وعشرين إلى نحو الثلث الأول من الليل، ثم قضى نحبه (صلوات الله عليه) شهيدا، ولقي ربه تعالى مظلوما، ولسبب قتله شرح طويل لا يحتمله هذا الموضع، وتولى الحسن والحسين (عليهما السلام) غسله وتكفينه بأمره (عليه السلام)، وحملاه إلى الغري من نجف الكوفة، ودفن هناك ليلا قبل طلوع الفجر، ودخل قبره الحسن والحسين ومحمد بنو علي (عليهم السلام) وعبد الله بن جعفر رضي الله عنه، وعفي أثر قبره بوصية منه (عليه السلام) فلم يزل قبره (عليه السلام) مخفيا لا يهتدى إليه في دولة بني أمية، حتى دل عليه جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) في دولة بني العباس.
قال الجماعة: المعقبون من ولد علي (عليه السلام) خمسة الحسن والحسين (عليهما السلام) ومحمد بن الحنفية، وعمر بن الثعلبية، والعباس بن الكلابية.
الفصل الخامس: في ذكر عدد أولاده (عليه السلام)
كان لأمير المؤمنين (عليه السلام) ثمانية وعشرون ولدا ويقال: ثلاث وثلاثون ولدا ذكرا وأنثى:
الحسن والحسين (عليهما السلام)، والمحسن الذي أسقط، وزينب الكبرى، وزينب الصغرى المكناة بأم كلثوم رضي الله عنهما، أمهم فاطمة البتول سيدة نساء العالمين؛ ومحمد المكنى بأبي القاسم، أمه خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية؛ وعمر، ورقية، كانا توأمين، وأمهما أم حبيب بنت ربيعة؛ والعباس (عليه السلام) وجعفر وعثمان وعبد الله استشهدوا مع أخيهم (1) الحسين (صلوات الله عليه) ورضي عنهم بطف كربلاء، أمهم أم البنين بنت حزام بن خالد بن دارم؛ ومحمد الأصغر المكنى بأبي بكر، وعبيد الله الشهيدان مع أخيهما (2) الحسين (صلوات الله عليه) بالطف رضي الله عنهما، أمهما ليلى
صفحہ 76
بنت مسعود الدارمية؛ ويحيى أمه أسماء بنت عروة الخثعمية؛ وأم الحسن، ورملة، أمهما أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي، ونفيسة، وزينب الصغرى، ورقية الصغرى، وأم هاني، وأم الكرام، وجمانة المكناة بأم جعفر، وامامة، وأم سلمة، وميمونة، وخديجة وفاطمة (رضي الله عنهن) لأمهات شتى.
وكان (عليه السلام) لم يتزوج بامرأة أخرى مدة حياة فاطمة الزهراء (عليها السلام) إعظاما لقدرها ومنزلتها
.
صفحہ 77
الباب الثالث: في ذكر الزهراء (عليها السلام)
وفيه خمسة فصول:
الفصل الأول: في اسمها وكنيتها ولقبها (عليها السلام)
روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: «لفاطمة (عليها السلام) تسعة أسماء عند الله تعالى: فاطمة، والصديقة، والمباركة، والطاهرة، والزكية، والراضية، والمرضية، والمحدثة، والزهراء».
وكنيتها: أم أبيها، وقد لقبها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بسيدة نساء العالمين، وقد دعاها أيضا بتولا، فسئل (صلوات الله عليه) عن معناه فقال: هي المرأة التي لم تحض ولم تر حمرة قط، وأن الحيض مكروه في بنات الأنبياء (عليهم السلام) وقد روي عنهم (عليهم السلام): «أن سبيل أمهات الأئمة (عليهم السلام) سبيل فاطمة (عليها السلام) في ارتفاع الحيض عنهن»
. وهذا مما تميزت به أمهات أئمتنا (عليهم السلام) من سائر النساء، لأنه لم يصح في واحدة من جميع النساء حصول الولادة مع ارتفاع الحيض عنها سواهن، تخصيصا لهن لمكان أولادهن المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين).
الفصل الثاني: في وقت ولادتها (عليها السلام)
ولدت فاطمة (عليها السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمكة في العشرين من جمادى
صفحہ 79
الآخر سنة خمس من البعث، وبعد الإسراء بثلاث سنين، وأمها خديجة بنت خويلد
، وقد ذكرناها فيما تقدم.
الفصل الثالث: في مبلغ عمرها
عاشت (صلوات الله عليها) ثماني عشرة سنة، أقامت بمكة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثماني سنين، ثم هاجرت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وزوجها النبي (عليه الصلاة والسلام) بعد مقدمه المدينة بسنة وهي بنت تسع سنين من أمير المؤمنين (عليه السلام) بأمر الله تعالى، وله (عليه السلام) يومئذ أربع وعشرون سنة، وولدت فاطمة (عليها السلام) الحسن ولها إحدى عشرة سنة، والحسين (عليه السلام) بعد الحسن بعشرة أشهر وثمانية عشرة يوما، وقبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولها يومئذ ثماني عشرة سنة إلا ثلاثة أشهر، وبقيت بعده خمسة وسبعين يوما
. الفصل الرابع: في وقت وفاتها وموضع قبرها (عليها السلام)
توفيت الزهراء (عليها السلام) في الثالث من جمادى الآخر سنة إحدى عشرة من الهجرة، وتولى أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) غسلها، وصلى عليها هو والحسن والحسين (عليهما السلام)، وعمار، والمقداد، وعقيل، والزبير، وأبوذر، وسلمان، وبريدة، ونفر من بني هاشم في جوف الليل، ودفنها أمير المؤمنين (عليه السلام) سرا بوصية منها إليه، فاختلف الناس في موضع قبرها، فقال قوم: إنها مدفونة في البقيع، وقال قوم: إنها دفنت في بيتها، وقال آخرون:
إنها في الروضة بين قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومنبره
؛ والأصح والأقرب أنها مدفونة في الروضة أو في بيتها، فمن استعمل الاحتياط إذا أراد زيارتها وزارها في المواضع الثلاثة كان أولى وأصوب والله أعلم.
الفصل الخامس: في ذكر أولادها (عليها السلام)
كان لفاطمة (عليها السلام) خمسة أولاد ذكر وأنثى: الحسن والحسين (عليهما السلام)، وزينب الكبرى، وزينب الصغرى المكناة بأم كلثوم (رضي الله عنهما)، وولد ذكر قد أسقطته فاطمة (عليها السلام) بعد النبي (عليه التحية والسلام). وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سماه وهو حمل محسنا.
صفحہ 80
الباب الرابع: في ذكر الإمام الحسن بن علي (عليه السلام)
وفيه خمسة فصول:
الفصل الأول: في اسمه وكنيته ولقبه (عليه السلام)
اسمه: الحسن بن علي بن أبي طالب وابن سيدة نساء العالمين فاطمة بنت رسول الله محمد سيد المرسلين (صلوات الله عليه) أحد ابني رسول الله وسبطيه وريحانته وهو وأخوه سيدا شباب أهل الجنة ، الملقب بالمجتبى والتقي، المكنى بأبي محمد (صلوات الله عليه).
الفصل الثاني: في ذكر ولادته (عليه السلام)
ولد الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) بالمدينة ليلة النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة، وجاءت به أمه فاطمة (عليها السلام) إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم السابع من مولده في خرقة من حرير الجنة نزل بها جبرئيل (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسماه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حسنا، وعق عنه كبشا.
صفحہ 81
الفصل الثالث: في مبلغ عمره (عليه السلام)
عاش (صلوات الله عليه وآله) سبعا وأربعين، ويقال: تسع وأربعون (1) سنة وأشهرا.
كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفاطمة (عليها السلام) ثماني سنين، وسبعا وثلاثين سنة مع أمير المؤمنين (عليه السلام)، وسنة مع أخيه الحسين (عليه السلام)، وكانت مدة خلافته عشر سنين، ووقعت المهادنة بينه وبين معاوية بعد مضي ستة أشهر وثلاثة (2) أيام من خلافته، وإنما صالحه (عليه السلام) خوفا على نفسه، وحقنا لدماء المؤمنين من شيعة أبيه (عليهما السلام)
. الفصل الرابع: في وقت وفاته وموضع قبره (عليه السلام)
مضى (صلوات الله عليه) لليلتين بقيتا من صفر سنة خمسين من الهجرة مسموما سمته زوجته بنت الأشعث (3) بن قيس الكندي بأمر. معاوية بن أبي سفيان، أرسل إليها ودسها وسوغها المال. وفي رواية تقبل مائة ألف دينار وتزويجها من ابنه يزيد، وضمن لها أن يرسل إليها، فسقته جعدة السم ولم يزوجها من يزيد، فبقي الإمام أبو محمد الحسن (عليه السلام) أربعين يوما مريضا، وجاء في الروايات أن الإمام الحسين (عليه السلام) دخل على أخيه (عليه السلام) فقال: «لقد سقيت السم مرارا، فما سقيت مثل هذه المرة، لقد لفظت قطعة من كبدي» فقال له الحسين (عليه السلام): «ومن سقاك؟» فقال: «وما تريد منه إن يكن هو، فالله أشد نقمة، وإن لم يكن (4) هو فما أحب أن يؤخذ بي بريء».
ومضى لسبيله في صفر سنة خمسين من الهجرة، وله يومئذ ثمان وأربعون سنة .
صفحہ 82
وروى الطبراني في «معجمه» أن الحسن توفي في شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين، وتولى أخوه ووصيه الحسين (عليه السلام) غسله وتكفينه ودفنه عند جدته فاطمة بنت أسد بالبقيع
. الفصل الخامس: في عدد أولاده
قيل : كانوا خمسة عشر: الحسن، وزيد، وعمرو، والحسين، وعبد الله، وإسماعيل، ومحمد، ويعقوب، وجعفر، وطلحة، وحمزة، وأبو بكر، والقاسم، وكان المعقب منهم: الحسن، وزيد، وقيل أحد عشر ذكرا وثلاث بنات
، والله أعلم.
صفحہ 83
الباب الخامس: في ذكر الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)
وفيه خمسة فصول:
الفصل الأول: في اسمه وكنيته ولقبه
اسمه: الحسين ابن سيدة نساء العالمين فاطمة البتول ابنة خير الأولين والآخرين، أحد ابني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسبطيه، وريحانتيه، وقرتي عينيه، وهو وأخوه سيدا شباب أهل الجنة، الملقب بالطيب، والوفي، والزكي، والسيد، وكنيته: أبو عبد الله لا غير
. الفصل الثاني: في ذكر ولادته (عليه السلام)
ولد بالمدينة بخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، وكانت والدته الطهر البتول (عليها السلام)، علقت به بعد أن ولدت أخاه الحسن (عليه السلام) بخمسين ليلة، هكذا صح النقل، فلم يكن بينه وبين أخيه سوى هذه المدة، ولما ولد وأعلم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذه وأذن في أذنه، وقيل: أذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى
. الفصل الثالث: في مبلغ عمره
عن أم الفضل الهلالية برواية الأوزاعي أنها دخلت على رسول
صفحہ 85
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إني (1) رأيت رؤيا قال: «خيرا». قالت: إنها شديدة، قال:
«اقصصيها»، قالت: رأيت كأن عضوا من أعضائك انقطع فوقع في حجري، قال: «خيرا رأيت تلد فاطمة غلاما فأضعه في حجرك».
وإمامته، فدليلها النص من أبيه وجده ووصية أخيه.
وإمامته بعد وفاة أخيه ثابتة، وطاعته للخلائق لازمة، وإن لم يدع إلى نفسه للتقية التي كان عليها والهدنة بينه وبين معاوية، فالتزم الوفاء، فلما مات معاوية وانقضت المدة كانت تمنع الحسين (عليه السلام) من الدعوة إلى نفسه.
أظهر أمره بحسب الإمكان وأبان عن حقه للجاهلين، ودعا (عليه السلام ) إلى الجهاد وشمر للقتال
. الفصل الرابع: في وقت وفاته وموضع قبره (عليه السلام)
قتل يوم عاشوراء لعشر مضين من المحرم يوم السبت، وروي أنه كان يوم الأثنين عند الزوال سنة إحدى وستين بكربلاء، قتله عمر بن سعد بن أبي وقاص (عليه اللعنة)، وكان أميرا للجيش من قبل عبيد الله بن زياد بن أبيه (لعنه الله)، وعبيد الله كان واليا على العراق من جهة يزيد بن معاوية لأخذ البيعة منه (عليه السلام) ولقتله.
وجميع أصحاب الحسين (عليه السلام) كانوا اثنين وسبعين نفسا من بني عبد المطلب، ومن سائر (2) الناس، منهم اثنان وثلاثون فارسا وأربعون راجلا قتلوا جميعا ثم حملوا بأجمعهم (لعنهم الله)، على قتل الحسين (صلوات الله عليه) وأمروا الرماة برميه، فرموه بالسهام حتى صار (عليه السلام) كالقنفذ، وجرحوه في بدنه ثلاثمائة وبضعة وعشرين موضعا بالرمح والسيف والنبل والحجارة، حتى آل الأمر إلى أن أحجم (عليه السلام) عنهم وضعف عن قتالهم، ثم طعنه سنان بن أنس النخعي، برمحه فصرعه، وابتدر إليه خولى بن يزيد الأصبحي ليجتز رأسه فارعد، فقال له شمر بن ذي الجوشن (لعنه الله
صفحہ 86
تعالى) فت (1) الله في عضدك ما لك ترعد، ونزل إليه عن دابته فذبحه كما يذبح الكبش (عليهم لعنة الله).
وعدة من قتل معه (صلوات الله عليه) من أهل بيته وعشيرته ثماني عشر نفسا، فمن أولاد أمير المؤمنين (عليه السلام): العباس، وعبد الله، وجعفر، وعثمان، وعبيد الله، وأبوبكر؛ ومن أولاد الحسين (عليه السلام): علي، وعبد الله؛ ومن بني الحسن (عليه السلام): القاسم، وأبوبكر، وعبد الله؛ ومن أولاد عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (رضي الله عنه): محمد، وعون، ومن أولاد عقيل بن أبي طالب: عبد الله، وجعفر، وعقيل، وعبد الرحمن، ومحمد ابن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب (رضي الله عنه)، وهؤلاء ثماني عشرة نفسا من بني هاشم قتلوا معه، وهم كلهم مدفونون مما يلي رجل الحسين (عليه السلام) في مشهده، حفر لهم حفرة وألقوا جميعا فيها وسوي عليهم التراب، إلا العباس بن علي (رضي الله عنه) فإنه دفن في موضع مقتله على المسناة، وقبره ظاهر، وليس لقبور إخوته وأهله الذين سميناهم أثر، وإنما يزورهم الزائر من عند قبر الحسين (عليه السلام) ويؤمي (2) إلى الأرض الذي نحو رجله بالسلام، وعلي بن الحسين (عليهما السلام) في جملتهم، ويقال إنه أقربهم إلى الحسين (عليه السلام).
فأما أصحاب الحسين (عليه السلام) الذين قتلوا معه من ساير الناس، فإنهم دفنوا حوله، وليس يعرف لهم أجداث على الحقيقة والتفصيل غير أنه لا شك في أن الحائر محيط بهم (رضي الله عنهم) وأرضاهم.
وأما رأس الحسين (عليه السلام) فقال بعض أصحابنا: أنه رد إلى بدنه بكربلاء من الشام وضم إليه
، وقد وردت رواية بأن الصادق (عليه السلام) لما بلغ الغري ومعه ابنه إسماعيل وجماعة من أصحابه، نزل عن دابته في موضع منها وصلى ركعتين ثم قال لإسماعيل: «قم وزر رأس أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له بعض من كان: يا بن رسول الله، أليس رأسه (عليه السلام) بعث إلى الشام؟ قال
صفحہ 87
الصادق (عليه السلام): «بلى إلا أن فلانا من موالينا» وسمى رجلا سرقه وجاء به إلى هذا الموضع ودفنه.
عقبه (عليه السلام) جميعهم من علي زين العابدين (عليه السلام).
الفصل الخامس: في عدد أولاده (عليه السلام)
كان للحسين (عليه السلام) ستة أولاد: علي بن الحسين الأكبر الإمام (عليه السلام) أمه شهربانو بنت كسرى بن يزدجرد، وعلي بن الحسين الأصغر، قتل مع أبيه (عليه السلام) بالطف من كربلاء، أمه أم ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفية؛ وجعفر بن الحسين (عليه السلام) أمه قضاعية، وكانت (1) وفاته في حياة أبيه الحسين (عليه السلام)، ولا بقية له، وعبد الله بن الحسين (عليه السلام) قتل مع أبيه صغيرا قد جاء به سهم وهو في حجر أبيه فذبحه، وقد تقدم ذكره فيما مضى؛ وسكينة بنت الحسين (عليه السلام) وأمها رباب بنت امرىء القيس بن عدي، وهي أم عبد الله بن الحسين أيضا، وفاطمة بنت الحسين، أمها أم إسحاق بنت طلحة ابن عبيد الله تيمية.
صفحہ 88