طفل قد أتى عليه خمس سنين كما جعل عيسى بن مريم (عليه السلام) في المهد نبيا.
وقد سبق النص عليه في ملة الإسلام من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) من الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) واحدا بعد واحد إلى ابيه الحسن (عليه السلام) ونص عليه أبوه (عليه السلام) عند ثقاته وشيعته، والنصوص عليه (صلوات الله عليه) متواترة على وجه لا يتخالج فيها الشك لأحد أنصف من نفسه لا يحتمل ذكرها ههنا، وكانت أمه (عليه السلام) أم ولد، اسمها نرجس، وهي بنت ليشوعا بن قيصر ملك الروم من أولاد الحواريين من قبل الأم، وكان اسمها عند أبيها مليكة، ولها قصة عجيبة لا يسعها هذا الكتاب.
الفصل الثالث: في تفصيل ما مضى من عمره (عليه السلام) وذكر طرف من المعاملات الكائنة قبل خروجه، والإشارة إلى شيء من سيره بعد قيامه
مقدار ما مضى من عمر صاحب الزمان (صلوات الله عليه) مائتان وأربع وخمسون سنة (1) لأنه ولد سنة خمس وخمسين ومائتين، وتاريخ اليوم سنة تسع وخمسمائة وكان منها مع أبيه أبي محمد (عليه السلام) خمس سنين يعرضه فيها كل وقت وحين على خواصه وأمنائه الموثوق بهم من الشيعة الإمامية لزوال الشبهة وحصول اليقين لهم، وانتشار الخبر بوجود صاحب الأمر (صلوات الله عليه) وفيهم قد عرضه (عليه السلام) في مجلس واحد على أربعين نفسا منهم، حتى حصل لهم العلم بوجوده عينه وتحققوه وشاهدوا منه الآيات والبراهين، فظلت أعناقهم لها خاضعين @HAD@ ، فلما قبض أبو محمد (عليه السلام) وهو ابن خمس سنين، ثار جعفر بن علي أخو أبي محمد، وجاء بظاهر تركة أخيه (عليه السلام)، وسعى في حبس جواري أبي محمد (عليه السلام) واعتقال حلائله، وشيع
صفحہ 110